أكد تقرير أعدته منصة إيكاد المتخصصة بتحقيقات “الاستخبارات ذات المصادر المفتوحة”، أن مجزرة المشفى الحكومي في السويداء، وقعت بينما كانت المجموعات الخارجة عن القانون تسيطر عليه.
وقالت المنصة، في مجموعة من التغريدات نشرتها صباح اليوم الاثنين، إنها قامت بتحليل زمني ومكاني تتبعت فيه لحظة بلحظة تطورات الأوضاع المرتبطة بما حدث في المستشفى الوطني بالسويداء.
وبحسب التحليل فقد شهد المستشفى الوطني بمحافظة السويداء مجزرة في 16 من الشهر الجاري، تزامنت مع المواجهات العسكرية بين قوات الأمن السورية والمجموعات الخارجة عن القانون، وبعد التحقق من صحة المقاطع المتداولة تزامنًا مع المجزرة، تبيّن بالفعل أنها التُقطت أمام بوابة مستشفى السويداء وفي محيطها، وفقا للمنصة.
وبتتبع تطور الأحداث المرتبطة بالمستشفى قبل المجزرة بيوم، تبيّن أنه في تاريخ 15 من الشهر الجاري، انتشر مقطع فيديو لمسلحين من المجموعات الخارجة عن القانون، تحدثوا فيه عن سيطرتهم على أحياء عديدة من مدينة السويداء، ومحاصرة عدد كبير من قوات الأمن السوري داخل المشفى الوطني، وذكر أحدهم أنهم يتوجهون “للدعس على قوات الأمن” حسب وصفه.
وبتحليل المعالم الجغرافية مثل اللوحة الإعلانية المكتوب عليها ‘الزاوية الخضراء’، وجد معدو التحقيق أن المقطع التُقط على بُعد نحو 220 مترًا عن المستشفى، وفي الساعة 18:37 مساءً من اليوم نفسه، نشرت صفحة الإعلامي “وحيد يزبك” فيديو يتحدث فيه أحد مسلحي المجموعات عن “تحريرهم” للمدينة، وتبيّن أن الفيديو التُقط أمام الفندق السياحي في السويداء على بُعد نحو 1.4 كم عن المستشفى.
وبعد ذلك بأقل من ساعة، نشرت صفحة أخبار السويداء فيديو آخر لاستيلاء عناصر المجموعات الخارجة عن القانون على مبنى قيادة شرطة المحافظة الواقع قُرب الفندق، ويبعد المركز 2 كم فقط من المستشفى، أي ما يستغرق 5 دقائق بالسيارة أو 20 دقيقة سيرًا على الأقدام.
ومع تتبع المنصة لما حدث في 15 من الشهر الجاري، وجدت مقطعًا آخر نشره مسلّح من تلك المجموعات يدعى “مأمون عدوان” الساعة 19:53 مساء من أمام مستشفى السويداء، وبالتحليل تبيّن أن اللافتة البيضاء التي ظهرت كان مكتوبًا عليها “مدخل قسم التوليد من الباب الجنوبي”، أي أنه كان بالفعل أمام المستشفى.
ومع نهاية ذلك اليوم، كان المسلحون قد سيطروا على شارع المستشفى الوطني من الفندق السياحي، ومركز الشرطة شمالًا، وحتى محل الزاوية الخضراء جنوبًا الواقع على بُعد 220 متر من المستشفى، كما أن عناصر المجموعات تحدثوا في المقاطع التي وثقوها عن محاصرتهم قوات الأمن العام داخل المستشفى الوطني، وأنهم في طريقهم للقضاء عليهم.
وفي اليوم التالي، وهو يوم 16 تموز الجاري، نشرت صفحة المحور السوري 24 فيديو حوالي الساعة 12:20 ظهرًا، ذكرت أنه لهجوم من المجموعات باتجاه المستشفى الوطني داخل السويداء، وبعدها بنحو ساعتين خرج “مروان كيوان” أحد شيوخ الدروز في السويداء في لقاء مع الإعلامي “سمير متيني”، وصف خلاله قوات الأمن العام السورية بـ”الإرهابيين ودواعش البغدادي”، وخلال اللقاء، أشار “كيوان” إلى أن المسلحين تمكنوا من القضاء على رجال الأمن الذين تحصنوا داخل المستشفى، وفقا للمنصة.
وفي الساعة 15:14 من عصر اليوم نفسه، عقب لقاء “كيوان”، بدأت تنتشر مناشدات طارئة من قلب المشفى، وتزامن ذلك مع معلومات من وزارة الدفاع السورية نقلتها وكالة الأنباء السورية “سانا” قبل المجزرة، تشير إلى تمركز مجموعات مسلحة في المستشفى الوطني في السويداء واستخدامها كمنصة للهجمات والقنص على القوات السورية الحكومية، كما كررت وزارة الدفاع الدعوات لتحييد المستشفى والسماح للكوادر الطبية بالدخول.
ورصدت إيكاد كذلك مقطعًا آخر نُشر في 16 تموز، يوثق محاولة قوات الأمن السورية مهاجمة المستشفى لإخراج المسلحين منه، وبعد الساعة الرابعة عصرًا من ذات اليوم بدأت حسابات سورية تتحدث عن سيطرة القوات الحكومية على المستشفى وملاحقة الفصائل التابعة للهجري.
عقب كل ذلك، وتحديدًا في الساعة 19:42 مساءً من اليوم نفسه، بدأ تداول مقاطع الجثث والمجزرة التي حدثت في المستشفى، وظهرت صور لعناصر يرتدون ملابس الأمن السورية والجيش، وأكدت وزارة الصحة السورية، العثور على عشرات الجثث لعناصر من الأمن العام والمدنيين.
وخلص التقرير إلى أن الأدلة التي تتبعتها وحللتها إيكاد زمانيًا، تشير إلى أن المجموعات الخارجة عن القانون حاصرت المستشفى التي كانت تضم -بحسب تصريحاتهم- عناصر من الجيش والأمن العام، ثم بعد ذلك سيطروا عليه، مع اعترافات منهم بالقضاء على العناصر فيه، وفي الساعات اللاحقة سيطرت الحكومة السورية على المستشفى، وبعدها كُشف النقاب عن المجازر والجثث فيه التي ظهر بينها مدنيون وعناصر من الأمن السوري والجيش.
وكانت وزارة الصحة السورية، قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي، العثور على جثث عشرات المدنيين ورجال الأمن في مستشفى السويداء، بعد انسحاب المجموعات التابعة للهجري منه، وذكرت مصادر محلية أن عدد ضحايا المجزرة وصل إلى 100 شخص.