وصف المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، السفير المتقاعد جيمس جيفري، السياسة الإسرائيلية في سوريا بأنها غير واضحة، منتقدا استخدام تل أبيب للقوة ضد الحكومة المركزية السورية، ومؤكدا على وجوب بقاء سوريا موحدة.
وقال جيفري في تصريح للأناضول، نشرته أمس الأحد، إن التدخلات العسكرية الإسرائيلية تهدد سلامة الحكومة السورية بقيادة أحمد الشرع، كما اعتبر أن هذا الوضع “يضر أيضاً بمصالح إسرائيل”، مضيفا بالقول: “نتفهّم موقف تل أبيب ضد إيران وحزب الله في لبنان على مدى السنوات العشرين الماضية”.
واعتبر أن التوتر الذي تصاعد عقب التدخل الإسرائيلي، هدأ مؤقتاً في أعقاب وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه من خلال مبادرات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مشددا على أن السياسات التي تنتهجها إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تهدد سلامة سوريا ووجودها، متسائلا “ما هو هدف إسرائيل في سوريا؟!”.
وذكر جيفري أن قيام المجموعات الخارجة عن القانون في الجنوب بإنشاء هيكل حكم ذاتي مستقل بقوتهم العسكرية الخاصة وبمساعدة قوة خارجية، يمكن أن يؤدي إلى مطالب مماثلة ليس فقط من قسد، بل من فلول النظام في غربي البلاد، محذرا من أن “هذا الأمر من شأنه أن يمهد الطريق لانهيار البلاد”.
وأردف: “سوريا التي لا تستطيع الحفاظ على وحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الجنوب، والساحل، والشمال الشرقي، لا يمكنها البقاء على قيد الحياة.. إذا استمرت إسرائيل على هذا المنوال فإن نهاية هذه القصة ستكون استئناف الحرب والتدخل الأجنبي وعودة إيران التي شهدناها من 2011 إلى 2025، وهذا الوضع لن يكون في مصلحة أي طرف في المنطقة، وخاصة إسرائيل”.
وقال المبعوث السابق إن إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة، يجب أن تقرر ما تريد أن تفعله مع الحكومة السورية في المرحلة المقبلة، مضيفا أن “هذه قضية وجودية بالنسبة لإسرائيل، لأن سوريا تشكل حالياً الجبهة الأكثر أهمية في الشرق الأوسط”.
واستطرد جيفري قائلا: “أهم درس تعلمناه من الحرب السورية هو أن المجتمع الدولي بما في ذلك الدول العربية والأوروبيون ومنظمات المجتمع المدني التابعة للأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا، وإن أمكن إسرائيل، يجب أن يتحدث بصوت واحد ويدعم الحكومة المركزية”.
كما حذّر من أن ظهور دولة مستقلة بجيشها الخاص في شمال شرق سوريا سيكون مدمراً تماماً للوحدة السورية، كما سيشكل خطراً كبيراً على مسيرة تخلي تنظيم pkk عن سلاحه ضد الدولة التركية، حيث “فشل التنظيم عسكرياً”.
وكانت المجموعات الخارجة عن القانون في السويداء قد طالبت بالانفصال عن سيطرة الحكومة السورية، تحت حماية دولية، كما دعت لفتح ممرات وصفتها بالإنسانية مع مناطق سيطرة قسد.