شنّت طائرات إسرائيلية غارات على مواقع لقوات الأسد، أدت لمقتل 3 أشخاص وإصابة 9 آخرين، خلال ليلة الاثنين – الثلاثاء الفائتة، وسط تصعيد غير مسبوق في المنطقة.
وأكدت وسائل إعلام محلية سقوط قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف العاصمة دمشق جنوبي البلاد فجر اليوم الثلاثاء، وكانت من ضمنهم المذيعة في تلفزيون السلطة، صفاء أحمد.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القصف استهدف عدة شخصيات، مرجحة أنه وُجه إلى أماكن اجتماع شخصيات إيرانية وأخرى من حزب الله مع ضباط من قوات الأسد.
وحول الدلالات، قال المحلل الإستراتيجي والعسكري العقيد إسماعيل أيوب، لموقع حلب اليوم، إن الضربات على مواقع قوات الأسد باتت اعتيادية، خاصة في هذه الآونة حيث تشن إسرائيل حربا على ميليشيا حزب الله وعلى أذرع إيران التي تضر بالأمن القومي الإسرائيلي، وهي موجودة بكثرة في سوريا، ومن ثم فإن السؤال: (لماذا هذه الضربات؟) “لا يحتاج إلى تحليل عسكري”.
واستهدف القصف الإسرائيلي عدة كتائب تابعة لقوات الأسد في درعا منها كتيبة الرادار شرقي ناحتة ومطار إزرع الزراعي، وقال “تجمع أحرار حوران” إن عنصرين من قوات الأسد أصيبا جراء استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي كتيبة الرادار التابعة للواء 79 بعدة غارات جوية.
كما تمّ تسجيل انفجار مرجل حراري في معمل لإنتاج الأجبان والألبان بمنطقة دوما بريف دمشق، وانتشال جثث 4 ضحايا في إحصائية أولية.
أما في محافظة السويداء فقد استهدف القصف الإسرائيلي البوابة الشرقية لمطار الثعلة العسكري في ريفها الغربي، وفقا لموقع “السويداء 24” المحلي.
ويؤكد أيوب أن هناك عمليات استطلاع مكثفة، وأن الأمريكيين منخرطون فيها؛ “لأن ما تقوم به إسرائيل واسع جدا يشمل اليمن والعراق وسوريا ولبنان وغزة وأيضا الضفة.. هناك قوى عظمى تساند إسرائيل في هذا الموضوع؛ ومن ثم فإن حدوث ضربات في سوريا أمر اعتيادي”.
هل تمتد الحرب البرية إلى سوريا؟
قالت مجلة “تايم” الأمريكية إن إيران تعمل على نقل آلاف العناصر من ميليشياتها في العراق إلى المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان بهدف “تعزيز قوة الردع لديها”.
ونقلت المجلة عن المسؤول السابق في البنتاغون “جوناثان لورد” قوله: إن “إيران لا تقاتل من أجل وكلائها بل يقاتل وكلاؤها من أجلها والنظام الإيراني مهتم أكثر بالحفاظ على نفسه ولن يعرض نفسه للخطر عمدًا”.
وحول الحديث عن إمكانية حدوث دخول بري إسرائيلي إلى سوريا، قال أيوب إنه لا يعتقد أن القوات الإسرائيلية بصدد ذلك، منوها بأن هناك عمليات خاصة حصلت في القنيطرة، حيث دخلت بعض وحدات الجيش الإسرائيلي، ودمرت مبنى أو اثنين ثم عادت وجرفت إحدى المناطق.
أما اليوم فالتركيز ينصبّ على “إنهاء سيطرة حزب الله جنوب الليطاني، ولا نعلم ما إذا كانت ستتطور الأمور إلى اجتياح الجنوب وصولا نحو الضاحية.. فهذا في علم الغيب لكن الواضح أن إسرائيل سوف تجتاح جنوب الليطاني وتأمين حدودها الشمالية بين فلسطين المحتلة وبين لبنان”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الأخير دمر أكثر من 700 هدف على الحدود مع لبنان، وكشف خلال العمليات مخابئ أسلحة وجمع معلومات هامة ودمر وسائل قتالية.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر عسكرية استبعاد الجيش الوصول بالزحف البري إلى للعاصمة بيروت، أو ضاحيتها الجنوبية، مرجحة أن تكون العملية محدودة بمناطق معينة قرب الحدود.
ويرجح أيوب أن القوات الإسرائيلية “لن تحتل المزيد من الأراضي السورية لتكون ذريعة لقوات الأسد والميليشيات التابعة لها بأن ترد، رغم أنها حتى الآن منذ عشرات السنين لم ترد على إسرائيل، لكن قد تكون هناك ذريعة للميليشيات بأن القوات الإسرائيلية دخلت إلى أراضي سيطرتها.. فهم كما يقال رتبوا أمورهم على أساس اجتياح جنوب لبنان فقط مع التركيز على الضربات الجوية على الحدود السورية اللبنانية وضرب خطوط الإمداد لحزب الله”.
ومضى بالقول إن “هناك حالات لنقل القيادات إلى أماكن في سوريا وعندما يتم اكتشافهم يُضْرَبُون سواء في ضواحي دمشق أو في أماكن أخرى أما الدخول البري فسيفتح الأمر على مصراعيه، حتى لو كانت قوات الأسد لا تؤثر في إسرائيل وحتى لو كانت مهلهلة ومترهلة، وتجبن عن الرد”.
ويعتبر العقيد أيوب أن فتح جبهة أخرى “يحتاج إلى جهد جوي وجهد بري وجهد استطلاعي باتجاه الأراضي السورية، لذلك فإن إسرائيل الآن ليست جاهزة لهذا السيناريو، وتركز على جنوب لبنان فقط”.
وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قد أدان الغارات الإسرائيلية على العاصمة دمشق، مشيراً إلى أنّ موسكو على اتصال مستمر مع سلطة الأسد.