حلب اليوم – خاص
كشفت مصادر خاصة لـ “حلب اليوم” عن تحولات بارزة في مواقع سكن قادة الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة لإيران في ريف دمشق.
وأفادت المصادر بأن عدداً من الضباط البارزين، انتقلوا من منطقة السيدة زينب في ريف دمشق إلى مناطق جديدة، منها قطنا وبلدة جديدة عرطوز وضاحية قدسيا.
وتشهد بلدة قطنا منذ بداية العام الجاري أعمال ترميم وتحديث لأبنية على أطرافها، شملت بناء أسوار جديدة تحت إشراف عناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني.
وتحدث عدد من المدنيين لـ”حلب اليوم” عن تأثير هذه التغيرات على حياتهم اليومية، وقال محمد.ن، وهو أحد سكان بلدة قطنا: “نلاحظ تغييرات ملحوظة في المنطقة، حيث تحولت الأبنية التي كانت مغلقة إلى مواقع نشطة. وأشار إلى أن هذا التوسع الإيراني يثير لدينا مخاوف حول مستقبل المنطقة”.
إضافة إلى قطنا، أظهرت المعلومات أن بلدة جديدة عرطوز تشهد حالياً عمليات ترميم مشابهة، تتضمن إعادة تأهيل مزارع وفيلات مهجورة على أطراف البلدة. وتؤكد المصادر أن عناصر من ميليشيا حزب الله باتت تزور هذه المواقع بشكل دوري مؤخراً، مما يعزز الاعتقاد بوجود خطة لتوسيع النفوذ الإيراني في المنطقة.
وأكد صاحب مكتب عقاري آخر، في بلدة جديدة عرطوز، رفض الكشف عن اسمه، أن النشاط العقاري في البلدة شهد نمواً ملحوظاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وقال لـ “حلب اليوم”: “لقد لاحظنا زيادة كبيرة في الطلب على العقارات، حيث أن معظم المشترين الجدد هم من الإيرانيين، منوّهاً إلى أن التوسع في البلدة يتضمن ترميم المزارع والفيلات القديمة، مما يعكس اهتماماً خاصاً من قبل الإيرانيين في هذه المنطقة”. وأضاف: “هذه الاستثمارات تثير تساؤلات حول تأثيرها طويل الأمد على المنطقة”.
من جانبها، أشارت سعاد.ع، من بلدة جديدة عرطوز، إلى أن الاستثمارات العقارية قد تكون مفيدة اقتصادياً، ولكن وجود الإيرانيين يؤثر سلباً على الأمان والهدوء في المنطقة، ويزيد مخاوفهم بشأن المستقبل.
وبالانتقال إلى ضاحية قدسيا، فقد ازداد النشاط العقاري، وأفاد أحد أصحاب المكاتب العقارية في ضاحية قدسيا، رفض الكشف عن اسمه، أن حركة السوق تشهد حركة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة.
وكشف خلال حديثه مع حلب اليوم عن بيع وتأجير أكثر من 20 شقة سكنية لأفراد يحملون الجنسية الإيرانية، الذين يفضلون العقارات الواقعة في أبنية طابقية وقريبة من الأسواق والشوارع الرئيسية، مع تفضيلهم المنازل غير المفروشة لنقل أثاثهم من مناطق أخرى في ريف دمشق الجنوبي.
وتشير مصادر “حلب اليوم” إلى أن قادة الميليشيات الإيرانية قد غيروا مؤخراً استراتيجيات تحركاتهم لتفادي لفت الأنظار، فقد تخلوا عن مرافقيهم الشخصيين، مكتفين بالسائقين من أبناء الطائفة الشيعية في سوريا، خاصة من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب.
وتؤكد المصادر أن تحركات هؤلاء القادة تتم باستخدام سيارات سياحية خاصة (تاكسي) عوضا عن السيارات ذات اللوحات أو المركبات الدفع الرباعي التي كانت تُستخدم سابقاً لأغراض أمنية أو عسكرية.
ورغم أن إسرائيل نادراً ما تعترف بمسؤوليتها عن عمليات محددة، إلا أنها تُنفذ منذ حوالي عقد من الزمن غارات جوية تستهدف عمليات نقل الأسلحة ونشر الأفراد المشتبه في رعايتهم من قبل إيران في سوريا.
وفي الأشهر الأخيرة، كثفت إسرائيل ضرباتها على المطارات والقواعد العسكرية التابعة لسلطة الأسد، كما كثّفت من استهدافها للشخصيات المرتبطة بإيران، كان أبرز تلك الضربات في 1 نيسان/أبريل الماضي، إذ استهدفت إسرائيل مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أسفر عن مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني في آخر إحصائية صدرت عنه، بينهم القيادي البارز، محمد رضا زاهدي، فيما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني وقتها أن “الغارة الإسرائيلية على مبنى القنصلية في دمشق كانت تستهدف اغتيال قائد كبير بفيلق القدس محمد رضا زاهدي”.
وتسيطر جماعات مسلحة تعمل بالوكالة عن إيران، وعلى رأسها ميليشيات حزب الله، على مناطق واسعة في شرق وجنوب وشمال سوريا، بالإضافة إلى عدة مناطق حول العاصمة دمشق.