حلب اليوم – خاص
شهدت محافظة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مؤخراً انتشاراً واسعاً للعملات المزورة، حيث كانت الضحية الكبرى أصحاب المحال التجارية والمواطنين الذين يستلمون حوالات مالية خارجية بانتظام.
وتشير التقارير إلى أن مصدر هذه العملات المزورة يعود إلى مناطق سيطرة سلطة الأسد، وفقاً لمراسل حلب اليوم.
يقول مراسلنا في دير الزور إن المواطنين يترددون بشكل شبه يومي لمكاتب الصرافة حاملين نقوداً أجنبية مزورة، غالباً من فئة 100 أو 50 دولار.
وأكد على أن الكثير من الضحايا يحصلون على هذه العملات من شركات التحويل والصرافة غير الرسمية، التي تسلّم أوراقاً نقدية مزورة، ولا تعترف بها عندما يكتشف المستلم التزوير بعد فوات الأوان، وكذلك ينشط سماسرة في الأسواق بهدف تداول وصرف العملة المزورة، خاصة القادمين من مناطق سيطرة سلطة الأسد.
وأشار إلى أن سكان دير الزور باتوا يتداولون مؤخراً العملات الأجنبية بشكل واسع، حيث تحول كثير من أصحاب المحال والتجار وحتى أصحاب المهن إلى تحديد أسعار بضائعهم وأعمالهم بالدولار الأميركي في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مما ساهم في انتشار العملة المزورة بشكل أكبر.
أختام مزورة
من جانبه، التقى مراسلنا مع شخص يدعى “فيصل.ع” والذي كان ضحية التزوير، وقال: “تفاجأت مؤخراً بأن 100 دولار التي استلمتها قبل نحو أسبوع من أحد مندوبي الحوالات في مدينة العشارة كانت مزورة، وذلك بعد أن حاولت استبدالها بالعملة السورية.”
وأضاف أن العملات المزورة تحمل أختام متعددة من مكاتب صرافة، مما يسهل عمليات النصب والاحتيال، وأن العديد من السكان، وأنا أولهم، لا يعرفون كيفية كشف تلك العملات.
وأشار إلى أنه عندما اشتكى لشركة الحوالات، أُخبرته الأخيرة بأنه لا يوجد دليل على منحه الورقة النقدية المزورة نظراً لتأخره في اكتشاف التزوير.
يتلقى فيصل بشكل شهري حوالة مالية من ابنه اللاجئ في ألمانيا، ويستخدم هذه الأموال حسب حاجته، وقد يتأخر أحياناً لشهر قبل تحويل المبلغ إلى الليرة السورية، وفقاً لمراسلنا.
وفي ختام حديثه مع حلب اليوم، اتهم أصحاب مكاتب الصرافة والتجار باستغلال كبار السن ممن يستلمون حوالات من أفراد عوائلهم المغتربين عبر منحهم عملات مزورة.
ما ردّ أصحاب المكاتب؟
عصام، صاحب محل صرافة في مدينة العشارة بدير الزور، أوضح لحلب اليوم أن العملات المزورة تصل إلى مناطق شمال شرقي سوريا عبر تجار وسماسرة ينشطون في مناطق سيطرة سلطة الأسد.
واتهم عصام مجموعات منظمة تابعة لسلطة الأسد وإيران بجلب كميات كبيرة من الدولار المزوّر من لبنان وضخها في أسواق الحسكة، وفقاً لاعترافات بعض الأشخاص الذين اعتُقلوا وبحوزتهم كميات كبيرة من العملات المزورة.
وأشار المصدر إلى أن هذه المجموعات تستهدف بشكل رئيسي الأسواق النشطة تجارياً في المنطقة
هذا وتشكل ظاهرة انتشار العملات المزورة في ريف دير الزور تهديدًا كبيرًا للاستقرار الاقتصادي في المنطقة، حيث تؤدي إلى خسائر مالية كبيرة للمواطنين والتجار على حد سواء، وفقا لمراسلنا.
ومع استمرار النشاطات غير القانونية لجلب وتوزيع هذه العملات من مناطق سيطرة قوات “قسد”، تزداد الحاجة بحسب مراسلنا لاتخاذ إجراءات صارمة وتعزيز الرقابة المالية لحماية السكان المحليين من الوقوع ضحية لهذه العمليات الاحتيالية، في حين أن تحركات الجهات الأمنية والاقتصادية المحلية للحد من انتشار العملات المزورة في دير الزور والمناطق المحيطة غائبة بالمطلق.