حلب اليوم – دير الزور
في خطوة أثارت غضب واستياء السكان، قامت “الإدارة الذاتية” في دير الزور بقطع التيار الكهربائي عن بلدات الشحيل وذيبان منذ أربعة أيام، دون معرفة الأسباب، ممّا زاد من معاناة الأهالي الاقتصادية، الذين وصفوا هذا القرار بأنه غير إنساني ومجحف، خصوصاً وأنهم يعانون منذ سنوات من تذبذب وانقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر.
وبحسب مراسل حلب اليوم في دير الزور، فإن سكان ريف دير الزور الشرقي يعتمدون منذ سنوات على استجرار الكهرباء من مناطق سيطرة سلطة الأسد، بموجب تفاهمات بين الأخيرة والإدارة الذاتية، (تقضي بتزويد مناطق الإدارة الذاتية شرقي دير الزور بالكهرباء، مقابل تزويد الإدارة الذاتية لسلطة الأسد بكميات من الغاز عبر المعابر المائية).
ما الحل؟
أبو علي، صاحب محطة فلترة، قال لموقع حلب اليوم إن وضع الكهرباء في بلدات شرقي دير الزور غير منتظم منذ سنوات، وأحيانًا تشهد المنطقة انقطاعات بالتيار تستمر لأيام.
وأضاف أن الأهالي عملوا خلال السنوات الماضية على تمديد شبكة الكهرباء على نفقتهم الخاصة، من الكابلات الرئيسية إلى منازلهم، التي سُرقت أساساً بفعل العمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة.
وأشار إلى أنه مع تواصل انقطاع الكهرباء في المنطقة، فإن الإدارة الذاتية تركت السكان أمام خيار واحد وهو تركيب منظومة ألواح الطاقة الشمسية التي تصل تكاليفها إلى 800 دولار أمريكي، على أقل تقدير، وهو مبلغ “كبير” بالنسبة للسكان.
من جهته، قال أبو سمير، وهو مالك محل عصائر في مدينة البصيرة، إن انقطاع الكهرباء سيؤدي إلى زيادة المصاريف، خاصة بالنسبة لتشغيل مولدات الكهرباء.
وأوضح أبو سمير في حديثه لحلب اليوم أن تكاليف المحروقات ستكبده خسائر في تجارته، مما يؤدي إلى المزيد من النفقات.
ولم ينعكس قطع التيار على حياة التجار فقط، إنما خلق أزمة انعكست على حياة السكان اليومية، وفقاً لأبو سمير.
بدائل مكلفة
على الرغم من ارتفاع تكلفة تركيب أنظمة الطاقة الشمسية، فإن الطلب عليها زاد بشكل ملحوظ خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، بحسب ما قاله تاجر ألواح طاقة شمسية -رفض الكشف عن اسمه- لحلب اليوم.
التاجر، الذي يعمل في بلدة الشحيل شرقي دير الزور، قال إن الطلب على شراء منظومات الطاقة الشمسية والبطاريات قد زاد مؤخراً، علماً أن أسعار هذه الأنظمة والبطاريات بناءً على قوة الاستطاعة وحجم البطارية قد تكون مرتفعة بالنسبة لجزء ليس بقليل من سكان المنطقة.
وأوضح أن تكلفة تركيب هذه الأنظمة في المنازل تتراوح بين 800 إلى 1100 دولار، تبعاً لحجم المنظومة واستطاعتها.
ويعتقد التاجر أن السكان بدأوا ينظرون إلى منظومات الطاقة الشمسية على أنها حل مستدام وفعال لتغطية احتياجاتهم من الكهرباء، حتى بالرغم من تكلفتها العالية في البداية.
دير الزور الغربي والسرقات
وكان موقع حلب اليوم قد سلط الضوء في تقرير سابق له، حمل عنوان “الظلام يجتاح ريف دير الزور الغربي.. ما أسباب انقطاع الكهرباء؟”، كشف من خلاله أسباب انقطاع الكهرباء في الريف الغربي للمحافظة.
كشف التقرير الذي نشرناه في الثامن من يوليو/حزيران، أن السرقات اليومية التي تطال الأسلاك الكهربائية وأبراج التغذية في مناطق عدة بما فيها بلدات “الكبر والكسرة وأطراف قرية زغير جزيرة والصعوة”، كانت السبب الرئيسي لانقطاع التيار الكهربائي عن هذه المناطق لفترات طويلة.
وكان مراسل “حلب اليوم” قد قال: إن عمليات السرقة تحدث غالباً في منتصف الليل، ويستغل اللصوص فترة التقنين وانقطاع الكهرباء عن المنطقة، مشيراً إلى أن العصابات المختصة بهذه السرقات تقوم بسرقة الأسلاك الكهربائية المغذية للمناطق من الخزان الرئيسي إلى المنازل، بالإضافة إلى سرقة الأسلاك من الشوارع الرئيسية والفرعية.
وأوضح أن السرقات طالت أيضاً أحد الأبراج الكهربائية في بلدة الكسرة، الذي يغذي أكثر من 300 منزل ومحل تجاري، إذ تستخدم العصابات مناشير الحديد لقص الأبراج وسرقة القطع والأسلاك الرئيسية.
ردود الأفعال
وسبق أن نقل مراسلنا عن “فيصل.ك”، من سكان قرية الصعوة، أن أهالي البلدة تقدموا بعدد من الشكاوى والمطالبات لقوى الأمن الداخلي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” بتسيير دوريات ليلية لمنع هذه السرقات، بيّد أن “قسد” لم تقم بأي تحركات جادة من شأنها ردع العصابات.
ولفت الشاب “فيصل” أثناء حديثه لحلب اليوم، إلى أن الإهمال من قبل “قسد” أدى إلى يقين الأهالي بأن هناك تغطية من قبل قوات “قسد” على أفعال العصابة، مما دفعهم للمطالبة بتغيير فترات التقنين إلى النهار لتجنب عمليات السرقة التي تستغل الظلام.
هذا ويستمر الأهالي في ريف دير الزور في معاناتهم من انقطاع الكهرباء، وسط تقاعس من الجهات المسؤولة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإيجاد حلول بديلة.