ياسر العلاوي
عند مدخل مدينة ديرالزور الشمالي يسيطر الأسد على سبع قرى تمثل قاعدة له شرق الفرات وتحمي مدخل المدينة التي تسيطر على معظمها إيران وروسيا، تعد قرى “الطابية، خشام، مرّاط، مظلوم، حطلة، الصالحية والحسينية” بمثابة قدم لسلطة الأسد ممدودة داخل مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وإن أراد السير خطوات شرق الفرات فإنها ستكون نقطة الانطلاق له او لأي من روسيا وإيران، على اعتبار أن قوات تابعة لكلا الدولتين موجودة في تلك القرى.
الصحفي فواز العطية قال لموقع حلب اليوم إن “هذه القرى يسيطر عليها نظام الأسد بالاسم فقط، السيطرة على القرى موزعة بين روسيا وإيران، روسيا موجودة في قرية حطلة حيث أنشأت جسراً عسكريا منذ فترة، لكن الغلبة هناك لإيران حيث يوجد عناصر من الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى مجموعات محلية تابعة لإيران مع تموضع خفيف لقوات النظام مثل الدفاع الوطني والفرقة ١٧ وحركة أبناء الجزيرة والفرات”.
الخبير العسكري العميد عبد الله الأسعد يرى أن القوى غير متوازنة بين قسد وسلطة الأسد، وقال في حديثه لموقع حلب اليوم “في ظل الظروف الحالية لا أتوقع صدام عسكري بين قسد والنظام، قسد شرق الفرات تملك قوّة أكبر ومدعومة بشكل مباشر من الولايات المتحدة، كما أن إيران لا تملك قّوة كبيرة في تلك المنطقة، خاصة أن ما يجري من تعزيزات أو تبديل مجموعات عسكرية في تلك المنطقة يكون تحت الإشراف الروسي”.
وجود قوات تابعة أو حليفة للأسد في تلك المنطقة ربما يشكل -بطريقة أو بأخرى- ضغطاً استراتيجياً على قسد، خاصة مع قرب مناطق سيطرة الأسد وحلفائه من حقل غاز كونيكو أكبر معامل الغاز في سوريا ويتجمع فيه الغاز الطبيعي القادم من عددٍ كبيرٍ من الحقول في محافظتي الحسكة ودير الزور.
الصحفي فواز العطية تحدث عن محاولات سابقة لقوات الأسد الوصول لحقل كونيكو، كما ذكر أن الميليشيات الموالية لإيران استهدفت الحقل أكثر من مرة، قبل أن تكف عن استهداف الحقل بعد ضربات أمريكية، وأكد العطية على أن “هذه القرى تشكل خطراً بشكل أو بآخر على ما حولها من قرى وما فيها من مصالح لقسد أو التحالف، يمكن أن تشكل خطراً على النقاط العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية حيث تستطيع المجموعات التابعة لإيران استهداف التجمعات العسكرية للتحالف وقسد عن قرب بسبب التماس المباشر بين القرى السبع ومناطق قسد”.
في وقت استبعد العميد عبد الله الأسعد هذه الفرضية بسبب حرص الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على عدم الانجرار إلى مواجهة مباشرة في المنطقة، وأكد أن “روسيا تمنع الميليشيات الإيرانية والقوات التابعة للنظام من أي تصرفات غير مسؤولة، وفي ذات الوقت تمنع قوات التحالف وعلى رأسها القوات الأمريكية أي تحرك من قسد ضد هذه القرى، وهذا ما يخلق توازن في الموقف العسكري بين أمريكا وروسيا شرق الفرات”.
مصادر من ريف ديرالزور الغربي قالت لموقع حلب اليوم إن “لواء الباقر الموالي لإيران ويقوده نواف راغب البشير هو الأكثر وجوداً في هذه القرى، كما أنه مدعّم بعسكريين قياديين في الحرس الثوري يشكلون مجموعة استشارية عسكرية واستراتيجية”.
وأضافت المصادر “يمكن القول إن هذه القرى تأخذ صبغة إيرانية أكثر منها روسيّة، الميليشيات تتحرك بحرية في هذه القرى وهي تشكل خط الدفاع الأول عن مدينة ديرالزور من الجهة الشمالية، كما أنها تشكل نقطة انطلاق للأسد والإيرانيين في أي تحرك للسيطرة على المزيد من القرى ريف دير الزور.
وتبقى هذه القرى السبع خنجراً في خاصرة قسد، خاصة مع التحشيدات التي تجريها سلطة الأسد وما يواليها ويحالفها من قوى وميليشيات، قوى تسببت بشكل مباشر بترحيل أهالي المنطقة نتيجة اعتداءاتها المتكررة والمناوشات التي تستهدف نقاط الوجود التابعة لقسد.