وجّه شبان من محافظة السويداء نداءً جديداً، دعوا فيه إلى تخليصهم من الخطر المحدق بحياتهم، بعد تعرضهم لما قالوا إنها خديعة من الروس، حيث تم الزج بهم على الجبهات بأوكرانيا.
وخاطب الشبان هذه المرة مشايخ الطائفة الدرزية، لإنقاذهم من “أهوال الحرب”، ففي رسالة نشرها موقع “الراصد” المحلي، قالوا إن الموت يحاصرهم من كل مكان داعين المرجعيات الدينية في السويداء للتواصل مع القيادة الروسية لإعادتهم بعدما أخلّت الأخيرة بالعقد الذي يقضي بتواجدهم بالخطوط الخلفية فقط.
ووفقا للرسالة فإن الروس وعدوا الشبان بأن لا يتم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية للقتال، ولكنهم وجدوا واقعا آخر، وكان عدد غير معروف من أبناء المحافظة قد تعاقدوا مع الجيش الروسي، عبر وسطاء وسماسرة مرتبطين بسلطة الأسد، راغبين بالرواتب العالية نسبيا والتي وُعدوا بها.
وقالت الرسالة إن هناك سبعة شبان من الذين تورطوا بالدخول إلى أوكرانيا، يتبعون للفوج 488، حيث تم تفريقهم عن بعضهم البعض، والموت يحاصرهم كل لحظة، حيث أصيب من خمسة من المجموعة الأساسية التي كانوا فيها و التي كانت تضم 15 مسلحا، وفُقد الاتصال مع اثنين، فيما يخضع آخر لعلاج نفسي بعد هول المشاهد التي حدثت له.
ودعا الشبان المرجعيات الدينية في السويداء للتواصل المباشر مع القيادة الروسية للعمل على عودتهم إلى بلادهم، وقال أحدهم في مقطع صوتي: (عطونا الجنسية الروسية وعقد لمدة سنة، ونحن هون منذ شهر ما منعرف لغة ولا منعرف القتال، ولا جينا لنموت، نحنا على أساس حراس بالجبهات الخلفية، منعوا عنا الاتصالات، والمعاملة سيئة، نحنا قاعدين تحت الأرض، ضحكوا علينا، وما عم يخلونا بالخطوط الخلفية.. اعتبرونا ولادكن يا سماحة المشايخ بدنا نرجع لعند أهلنا).
وذكر الشاب في رسالة صوتية أرسلها خلال خروجه عن خط الجبهة في استراحة ليومين؛ أنهم في منطقة تدعى لوغانسك شمال باخموت بالأراضي الزراعية، حيث “الجثث تتطاير حولهم، ورائحتها قاتلة، والصواريخ من كل حدب وصوب، فيما طائرات الدرون تضرب كل متحرك.. وهم في خنادق بعيدة عن السكن”.
وأضاف الشاب أنهم يتحدثون خلسة، وأنهم باتوا يخشون على حياتهم في حال أظهروا اعتراضهم.
وذكر موقع الراصد أنه سمح لبعض المسلحين بتقديم طلب تسريح، فيما منع آخرون من ذلك بشكل نهائي، حيث ذكرت “مصادر خاصة” أن الذين يعترضون يمكن أن يواجهوا السجن أو ماهو أشد (محاكم ميدانية)، ولذلك “يتحايل الشبان على الواقع، ويدخلون القتال وهم على أمل أن ينقذهم الله من الكوارث المحيطة”.
وفي الرسالة الصوتية التي أرسلها أحد الشبان إلى الموقع قال فيها، إنه يمشي أكثر من 13 كم في طريق ترابي ضيق حتى يصل إلى الجبهة الأمامية، حيث الجثث منتشرة على جانبي الطريق، وطائرات الدرون في السماء طول الوقت، وعندما يصل إلى تلك الخنادق يكون هناك ستة مقاتلين في خندق ضيق تحت الأرض، مضيفا: “نراقب الدرون كيف تقصفنا.. ولا نستطيع عمل شيء معها سوى الاختباء وعدم الحركة.. وفي الليل تسيّر القوات الأوكرانية طائرات مسيرة حرارية، تلاحق أي حركة، وتحصد ما تحصده في جولتها.. لقد كتب الله لي عمرا حتى أخرج من خندقي وأخبركم الحقيقة، ويشهد الله أني أقول الصدق، لقد طلبوا منا التوقيع على عقود تقول أننا حراس منشآت في البداية، وقد أبلغنا السمسار في سوريا أن عملنا إمداد طعام خلف القوات، فجأة قاموا بتفريقنا إلى مجموعات صغيرة، وأدخلونا القتال وسط الجثث والروائح القاتلة”.
وأكد المقاتل الشاب أن معه شبانا من مصر والمغرب عدا عن شبان من محافظة حمص، مشيراً إلى أن “الجميع متورط في الذهاب إلى هناك، فلا أحد يطمح للموت، ولا يسير إليه بقدميه”، طالباً المساعدة العاجلة لإخراجهم من هناك.