أعربت كل من تركيا والولايات المتحدة رفضهما للانتخابات البلدية التي أعلنت عنها الإدارة الذاتية، حيث تعتزم إجراءها في مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا، في الحادي عشر من الشهر الجاري.
وقال الائتلاف الوطني السوري في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، إن تلك الانتخابات غير شرعية، مشيرا إلى “خطورتها”، حيث أن ما اتخذته “الإدارة الذاتية” من قرارات تفضي إلى التقسيم.
ولفت البيان إلى قانون التقسيمات الإدارية وما تبعه من الإعلان عن “انتخابات بلدية” لمحاولة شرعنته، معتبرا أنه لتثبيت تلك التقسيمات، ومشددا على رفض المناطقية
وقال الائتلاف إن أي عقد اجتماعي أو دستور يجب أن يبنى على المشاركة الواسعة للسوريين والسوريات من مناطق سوريا كافة وبمشاركة جميع مكونات وأطياف الشعب السوري ولا تجوز صياغته مناطقيًا أو وفق مصالح حزبية.
كما دعا البيان للالتزام الدولي باستقلال ووحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ووحدة الشعب السوري وسيادته على كامل الأراضي السورية، ورفض أي إجراءات تعزز المشاريع التقسيمية أو الانفصالية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس الفائت، إن بلاده لن تتردد في شن هجوم جديد في شمال سوريا، إذا مضت قسد في تنظيم انتخابات محلية في المنطقة.
وكانت الإدارة الذاتية قد أعلنت عن خطط لإجراء انتخابات بلدية في 11 يونيو حزيران الحالي، وقالت إن تصويتا سيجري لاختيار رؤساء البلديات، في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور والجزء الشرقي من محافظة حلب، شمال شرق سوريا.
واعتبر مسؤولون أتراك أن تلك الخطوة هي سعي نحو إنشاء كيان انفصالي على الجانب الآخر من حدودها، ووصفوا الانتخابات المزمعة بأنها تهديد لوحدة أراضي كل من سوريا وتركيا.
ولفت أردوغان إلى أن أنقرة “تتابع عن كثب الأعمال العدوانية التي تقوم بها المنظمة الإرهابية ضد وحدة أراضي تركيا وسوريا بذريعة الانتخابات”.
وتوعد بأنها ‘لن تسمح أبداً للمنظمة الانفصالية بإقامة دولة إرهابية خارج حدودها الجنوبية في شمال سوريا والعراق”.
من جانبها انتقدت واشنطن تلك الخطوة وقالت إنها تفتقر إلى أرضية نزيهة وشفافة لإجراء الانتخابات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، الخميس، إن أي انتخابات ستجرى في سوريا لا يمكن إجراؤها بطريقة صحية إلا بعد استيفاء شروط معينة، حيث ينبغي تهيئة ظروف الانتخابات الحرة والنزيهة والشفافة في البلاد.
وأضاف “لا نعتقد أن هذه الشروط متوافرة حاليا فيما يتعلق بالانتخابات المقرر إجراؤها في شمال شرق سوريا، وقد نقلنا هذا الرأي إلى الجهات الفاعلة في هذه المنطقة”.
ورغم “الرفض” الأمريكي المعلن إلا أن واشنطن لم تتخذ إجراء فعليا لمنع الإدارة الذاتية من تنظيم تلك الانتخابات، فيما يبدو أن الأخيرة مصرة على إجراءها، وسط رفض شعبي من السكان المحليين والمعارضة السورية.