أكدت مصادر إعلامية رغبة سلطة الأسد في عقد اتفاق قريب مع الإدارة الذاتية، وقوات قسد المرتبطة بها، مع تسليمها بالعجز عن المواجهة العسكرية.
ونقلت صحيفة إندبندنت عن مصدر مطلع على الاجتماع الموسع لـ”حزب البعث العربي الاشتراكي” الذي عقد في الرابع من مايو (أيار) الجاري، أن الأسد كشف عن نيته للحوار مع قسد، مستبعداً العمل العسكري للتفاهم معها، في حين ينفي المسؤولون في الإدارة التابعة لقسد وجود اتصالات مباشرة مع سلطة الأسد حتى الآن.
وقال المصدر إن الأسد الذي ترأس الاجتماع أعلن عن نيته للوصول إلى حلول سياسية مع قسد خلال أشهر قليلة، مستبعدا الحل العسكري “قولاً واحداً”.
وأضاف أن بداية الوصول إلى حلول “لن تطول إلى سنوات بل لأشهر قليلة”، فيما لم يتطرق الأسد في كلمته الافتتاحية المتلفزة للأوضاع في شمال شرقي سوريا، وتحدث عن “تطوير الحزب داخلياً” وأمور أخرى.
وشهد الاجتماع “تغيرات كبيرة” أبرزها تسمية ماهر الأسد الذي يقود الفرقة الرابعة إلى جانب 44 آخرين بينهم كل من رئيس مجلس الشعب (البرلمان) ورئيس الوزراء ووزير الدفاع بحكم مناصبهم فيما انتخب آخرون في الاجتماع ليصل العدد الكلي إلى 80 عضواً.
وبحسب المصدر فإن التغيرات التي طرأت على أعضاء قيادة الحزب لم تحمل الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية على التفاؤل بشأن الوصول إلى حل.
من جانبها قللت إلهام أحمد الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة من التغيرات الحاصلة في صفوف قيادة حزب البعث، معتبرة أن ما حدث هو في إطار حزبي داخلي.
وقالت: “نعتقد أن لا علاقة له بالتغييرات السياسية العامة، وهو إجراء حزبي بحت يتماشى مع مرحلة من المراحل لكنه محدود التأثير كون ما تم تغييره هو شخصيات لكن فعلياً المؤسسات لم تتغير وبالأيديولوجية نفسها”.
وأشارت إلى أنه لا يزال هناك قراءة غير واقعية من قبل سلطة الأسد للحالة السورية ولمشروع الإدارة، على حد تعبيرها، مستبعدة “أي انفتاح آني”، ومعربة عن أملها في الوقت نفسه أن ترى “مشروعنا كما هو بوصفه مشروعاً وطنياً سورياً وله أهداف وطنية سورية”.
كما أكدت أحمد أن الإدارة الذاتية بصدد تطوير موقفها من إمكانية الحوار مع سلطة الأسد، إلا أنهم لا يزالون يعملون من أجل تطوير الحوار مع من سمتهم بـ”القوى الحريصة على تحقيق الاستقرار في سوريا”.
لا مفاوضات بل رسائل متبادلة
أكدت المسؤولة البارزة في الإدارة التابعة لقسد والتي تسلمت منصبها الجديد بعد مغادرتها رئاسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية أواخر العام الماضي؛ استعداد الإدارة الدائم للحوار، مضيفة بأنهم منفتحون جداً “كوننا نؤمن بقضيتنا السورية ولا يوجد لدينا انخراطات أخرى كبقية الأطراف”.
وحول وجود وفود أو لقاءات تحضر لمفاوضات بين قسد وسلطة الأسد، قالت أحمد إنه لا يوجد حالياً نقاشات بخصوص الحوار، لكنها أكدت وجود بعض الرسائل يتم تبادلها بين الطرفين من دون الكشف عن فحواها، مضيفة “نأمل في أن تلقى نتائج إيجابية في المستقبل القريب كون ذلك يخدم مصلحة سوريا ومصلحة شعبها”.
وكانت الإدارة الذاتية قد أعربت في عدة مواقف سابقة عن قلقها من إمكانية انسحاب القوات الأمريكية والتحالف الدولي من شمال شرق سوريا، مطالبة واشنطن بتطمينات.