خاص – حلب اليوم
على الرغم من محاولات سلطة الأسد تصدير ‘انتصارها في حمص عبر وسائل الإعلام التابعة لها” وتغنيها بدحر الثوار وذلك من خلال تهجير مئات العائلات التي كانت تعيش ضمن المناطق الثائرة ضد سلطة الأسد، إلا أن أفرع المخابرات التابعة لسلطة الأسد ماتزال ترفض طلبات العودة لكثير من المدنيين الراغبين بإنهاء حياة النزوح التي فُرضت عليهم بفعل عمليات القصف والاعتقال التي شنتها قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها.
مراسل ‘حلب اليوم’ في حمص أكّد استمرار تهجير عشرات العائلات من أبناء حي الخالدية الشهير بمناوئته لسلطة الأسد، وذلك من خلال رفض طلبات الحصول على ‘إذن العودة’ لمن يرغب من أهالي الحي المذكور.
ونقل مراسلنا عن مصادر أهلية من أبناء حي الخالدية أن عشرات الأشخاص يتوافدون بشكل يومي إلى مفرزة المخابرات الجوية، من أجل التقدم بطلبات رسمية تتيح لهم بموجبها العمل على إعادة ترميم منازلهم وشققهم السكنية التي دمرتها قوات الأسد إبان سيطرة الثوار على الحي خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2014-2011.
الحاج وليد.ب أكد بتصريح خاص لـ ‘حلب اليوم’ أن رئيس مفرزة المخابرات الجوية النقيب حسن العلي المسؤول عن حي الخالدية أبلغه برفض طلبه المقدم والذي يخوّله بالعودة إلى منزله برفقة من تبقى من أفراد أسرته ‘لدواع أمنية’ وفقًا لتعبير العلي.
وأضاف الحاج وليد أن حاله كحال العشرات من أبناء حي الخالدية ممن تمّ رفض طلباتهم على الرغم من إبرازهم لجميع الوثائق التي تثبت ملكيتهم للعقارات داخل الحي، بالإضافة إلى حصولهم على وثيقة ‘غير محكوم’ التي تؤكد بدورها عدم وجود أي مطالبة أمنية بحق صاحب الطلب، إلا أن آمالهم تحطمت على صخرة ‘الكيل بمكيالين’ من قبل ضباط المخابرات الذين يصرّون على معاقبة أبناء الأحياء الذين وقفوا إلى جانب أصوات الشباب الذين طالبوا بالحرية والعدل والمساواة مع انطلاق الثورة السورية.
بدوره أكد عمران.س رجل بالعقد السادس من عمره أن أمله الوحيد فيما تبقى من عمره يتمثل بالعودة إلى مسقط رأسه ‘حي الخالدية’ إلا أن الصعوبات التي يفرضها فرع المخابرات الجوية على الراغبين بالعودة إلى منازلهم وإنهاء حياة النزوح تحول بينهم وبين مرادهم الذي بات أشبه ما يكون بضرب من الخيال.
من جهته، أكّد مراسل حلب اليوم أن ما يزيد نسبته عن 70% من العائلات التي تمكنت من السكن والعيش في حي الخالدية هم من مناطق محسوبة ومقربة من السلطة الأمنية، وممن منحوا موافقات لدخول الحي وترميم شققا سكنية ليست لهم بطبيعة الحال.
الحاج وليد تحدث عن الظاهرة متأسفًا لما وصلت إليه الأوضاع داخل حي الخالدية والذي كان يعيش فيه أغلبية من السنة واكتسب اسمه من الصحابي خالد بن الوليد”، مؤكدًا تواجد عائلات شيعية بداخله لم يكن يألف تواجدهم أبناء الحي خلال الأعوام التي سبقت انطلاق الثورة.
واتهم سلطة الأسد، وعلى رأسها فرع المخابرات الجوية المعروف بولائه للسياسة الإيرانية ودعمه لمحاولات التغلغل وبسط النفوذ على أكبر مساحة ممكنة في محافظة حمص، وبالوقوف وراء عملية تغيير ديموغرافي من شأنها أن تمحي الإرث التاريخي لأبناء الخالدية من خلال توطين العائلات الشيعية بداخله، بالوقت الذي لم يتمكن أبناءه من العودة إليه بسبب السياسة الممنهجة التي تتبعها سلطة الأسد.
وفي سياق متصل، قال المهندس “عثمان.ص” في تصريح خاص لحلب اليوم إن سياسة رفض منح أذونات طلب العودة لأبناء حي الخالدية دفع بالعديد منهم لبيع عقاراته لصالح مكاتب تربطها علاقات وثيقة مع السلطات الأمنية، ومنهم من تربطه علاقات مع ميليشيا حزب الله اللبناني، الأمر الذي ساهم في تسريع عمليات البيع ضمن الدوائر الحكومية “المالية والطابو”، مؤكدًا أن معظم العقارات تم بيعها بأسعار بعيدة كل البعد عن السعر الحقيقي، إلا أن تعنّت سلطة بعدم منحهم إذنًا للعودة دفعهم للتفكير بعملية البيع تمهيدًا لخروجهم من البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد أجبرت مجلس مدينة حمص أواخر العام الماضي على إصدار قرار رسمي يقضي بموجبه بدخول آليات الهدم التابعة لها تحت غطاء مقاولين ومتعهدين قبل أن تبدأ عملية هدم عشرات الأبنية واستخراج الحديد منها مع ما تبقى من الأبواب والنوافذ لصالح الفرقة بحجة أنها آيلة للسقوط، بالوقت الذي أكّدت فيه مصادر محلية أن معظم تلك الأبنية كان من الممكن العمل على ترميمها وإعادة تأهيلها للسكن بشكل آمن.