لا تزال مناطق سيطرة اﻷسد عموماً، والعاصمة دمشق خصوصاً تعاني نقصاً في حليب اﻷطفال، رغم الوعود المتكررة بحل المسألة، فيما يتحكم بسعر المادة أشخاص يعملون لحساب أسماء اﻷسد، وفقاً لمصادر متقاطعة.
وقال رئيس فرع نقابة الصيادلة في دمشق حسن ديروان إن قراراً صدر برفع سعر حليب اﻷطفال «نان 1 – نان 2» إلى 115 ألف ليرة سورية للعبوة الواحدة المبيعة في الصيدليات بزيادة 15 ألف ليرة عن نشرة الأسعار السابقة، مع بقاء أسعار بقية الأصناف الدوائية كما هي حسب النشرات الرسمية.
من جانبه أكد رئيس فرع نقابة الصيادلة في اللاذقية فراس بركات البدء بتوزيع كميات من حليب الأطفال «نان1» و«نان 2» على الصيدليات في المدينة وريفها لتغطية حاجة السوق، بحسب ما نقلته جريدة الوطن الموالية.
وتمثل هذه الزيادة رقماً وهمياً حيث تباع مختلف أصناف حليب اﻷطفال بأسعار كبيرة مختلفة عن “النشرات الرسمية”، وقد شهدت الأسواق انقطاعات متكررة خلال الفترة السابقة تزايدت منذ حلول عام 2023.
وتعرضت أسعار عبوات الحليب لارتفاعات تدريجية كبيرة خلال السنتين الماضيتين، فيما يدعي ديروان أن السوق حالياً “يشهد استقراراً على صعيد تأمين المادة بكميات جيدة”، متحدثاً عن وصول شحنة من حليب الأطفال إلى البلاد لتغطية الحاجة، بما يعادل 200 ألف عبوة حليب من كل صنف.
وأضاف أنه من المقرر ورود شحنات جديدة من أصناف الحليب خلال الفترة القادمة “لتغطية حاجة السوق بشكل مستمر وتلافي حصول أي انقطاع بأي صنف من أصناف الدواء”.
وبات تأمين حليب الأطفال معركة يومية يواجهها المواطن السوري في دمشق وريفها وعموم مناطق سلطة اﻷسد، حيث يعاني الأهالي في تأمين حليب الأطفال حديثي الولادة، وسط شحّ ملموس وارتفاع كبير باﻷسعار.
وأكد موقع غلوبال الاقتصادي الموالي لسلطة اﻷسد، في تقرير سابق أن رفوف الصيدليات بمحافظة ريف دمشق تخلو من حليب الأطفال حديثي الولادة، وإن وجد يكون بأسعار خيالية وبعيدة عن “التسعيرة”.
ويتراوح سعر عبوة الحليب “نان 1” في الصيدليات بين 100- 125 ألف ليرة، فيما تعاني الصيدليات شحاً في عموم أنواع الحليب.
ويسيطر “أبو علي خضر” على تجارة حليب الأطفال منذ عام 2021، وقد كان أحد اﻷذرع الاقتصادية ﻷسماء اﻷسد، قبل أن يغيب بشكل مفاجئ عن المشهد منذ شهرين.
وحصلت إحدى الشركات التابعة له وهي شركة “ميرا” التجارية، العائدة ملكية نسبة منها لـ “خضر”، على وكالة حصرية لاستيراد عبوات الحليب NutriBaby ذات المنشأ البولندي.
ووصلت كميات من الحليب إلى الصيدليات في مدينة دمشق، بأسعار مضاعفة، عقب فترة طويلة من الانقطاع، في شهر كانون اﻷول/ ديسمبر الماضي.
وارتفعت أسعار علب حليب اﻷطفال حينها إلى ما بين 70 ألف ليرة سورية و100 ألف لوزن 400 غ، حيث تتفاوت بحسب النوع وعمر الطفل.
وما تزال الصيدليات في مناطق سيطرة اﻷسد تعاني من انقطاعات متكررة لحليب اﻷطفال، وقد تفاقمت أزمة الحليب في دمشق مؤخراً منذ شهر أيلول/ سبتمبر حيث شهدت نقصاً حاداً مع ارتفاع كبير في الأسعار، فيما تتوفر في “السوق السوداء” بسعر 150- 175 ألفاً للعلبة الواحدة.
وكانت سلطة اﻷسد قد رفعت أسعار الأدوية في كانون اﻷول/ ديسمبر الماضي، بنسب تتراوح بين 70% و 100%، وهي المرة الثالثة في العام الماضي التي يتم فيها رفع أسعار الدواء.