ميسرة بكور عضو الرابطة الألمانية للصحفيين
المقدمة:
الفضاء الإلكتروني يُعتبر منبرًا مفتوحًا لتبادل الأفكار والرؤى، وهو يُمكّن الأفراد من مختلف الخلفيات والأيديولوجيات والثقافات والطبائع والانطباعات السياسية والثقافية والفكرية والتجارب العملية وتراكب الخبرات والمهارات من التواصل والحوار.
لكن، قد يتحول هذا ” الفضاء المفتوح على العالم ” هذه المنصات والمساحات الافتراضية قد تتحول إلى ساحة للنزاع والهجوم على الآخرين والتطاول عليهم من خلال شك متشكك وتخوين متخون، خصوصًا عندما تتعارض الآراء وتبتعد الأفكار وانتفاخ الأنا, وتحمر الأُنُوف وتنتفخ الأوداج.
مخاطر خطاب التخوين والجهل:
خطاب التخوين والجهل في الفضاء الإلكتروني يُهدّد مبادئ الحوار البنّاء وتبادل الأفكار، وهو يُعيق التقدّم والتطور على مختلف الأصعدة.
التحريض والجهل في الإنترنت يعود إلى عدة عوامل، منها الأمية الرقمية، والتعصب الأعمى، والانعدام الأخلاقي. هذه العوامل تسهم في خلق بيئة سلبية تعرقل التواصل الفعال والمثمر. ولكن من خلال التعليم والتوعية، يمكننا مواجهة هذه التحديات وبناء مجتمع إلكتروني أكثر تسامحاً واحتراماً للآخر.
وتتمثل بعض مخاطر هذا الخطاب فيما يلي:
تثبيط المشاركة الفاعلة: خطاب التخوين والجهل يُثبّط الأفراد عن التعبير عن آرائهم بحرية، ممّا يُقلّل من مشاركتهم في الحوارات والنقاشات، ويُعيق تبادل الأفكار والخبرات.
خلق بيئة من الاستقطاب: خطاب التخوين والجهل يُساهم في خلق بيئة من الاستقطاب، ممّا يُعيق التوصل إلى حلولٍ مشتركة للتحديات التي تواجه المجتمع.
تآكل الثقة بين الأفراد: خطاب التخوين والجهل يُؤدّي إلى تآكل الثقة بين الأفراد، ممّا يُهدّد تماسك المجتمع و يُعيق التعاون والعمل المشترك.
انتشار المعلومات المضللة: خطاب التخوين والجهل يُساعد على انتشار المعلومات المضللة والأكاذيب، ممّا يُعيق اتخاذ القرارات السليمة ويُهدّد الأمن والسلم المجتمعي.
أهمية تعزيز ثقافة الحوار البنّاء:
ثقافة الحوار البنّاء تُعدّ أساسًا لخلق بيئةٍ إلكترونيةٍ إيجابيةٍ وفعّالةٍ لتبادل الأفكار. وتتمثل أهمية تعزيز هذه الثقافة فيما يلي:
توفير مساحةٍ آمنةٍ للتعبير عن الرأي: الحوار البنّاء يُتيح للأفراد التعبير عن آرائهم بحريةٍ وأمانٍ دون خوفٍ من التخوين أو التهجم.
تعزيز التفكير النقدي: الحوار البنّاء يُساعد على تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الأفراد، ممّا يُتيح لهم تحليل المعلومات بشكلٍ موضوعيٍ واتخاذ القرارات السليمة.
بناء جسور التواصل: الحوار البنّاء يُساهم في بناء جسور التواصل بين الأفراد من مختلف الخلفيات والأيديولوجيات، ممّا يُعزّز التسامح والتفاهم.
إيجاد حلولٍ مبتكرةٍ للتحديات: الحوار البنّاء يُتيح تبادل الأفكار والخبرات من أجل إيجاد حلولٍ مبتكرةٍ للتحديات التي تواجه المجتمع.
استراتيجيات تعزيز ثقافة الحوار البنّاء:
يُمكن تعزيز ثقافة الحوار البنّاء في الفضاء الإلكتروني من خلال اتّباع الاستراتيجيات التالية:
التركيز على الأفكار بدلاً من الأشخاص: يجب التركيز على نقد الأفكار بدلاً من الأشخاص، ممّا يُساعد على تجنّب الشخصنة والهجوم.
الاستماع الفعّال: يجب الاستماع باهتمامٍ لوجهة نظر الآخرين دون مقاطعةٍ أو تحكّم.
طرح الأسئلة المفتوحة: يُساعد طرح الأسئلة المفتوحة على تحفيز الحوار وتعميق الفهم.
احترام الاختلاف: يجب احترام الاختلاف في الرأي والمعتقد، ممّا يُساعد على خلق بيئةٍ آمنةٍ للتعبير عن الرأي.
التحقق من صحة المعلومات: يجب التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها، ممّا يُساعد على مكافحة خطاب الكراهية والأكاذيب.
في الختام:
التصدي لخطاب التخوين والجهل في الفضاء الإلكتروني “مسؤولية جماعية”: يُعدّ التصدي لخطاب التخوين والجهل في الفضاء الإلكتروني مسؤوليةً جماعيةً يجب على الجميع تحملها. فالتواصل الرقمي يُمكّننا من التواصل والتعاون على نطاقٍ أوسع، ولكن يجب علينا استخدام هذه الأداة بحكمةٍ واحترامٍ للآخرين. فقط عندما نتعلم كيفية الحوار البنّاء والاحترام المتبادل، يمكننا الارتقاء بالفكر والعمل