خيّم على موائد كثير من السوريين في العاصمة السورية “دمشق” خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك أقل ما يمكن وصفه بـ”الكآبة والحزن” إثر خلوّها من اللحوم والأكلات الشامية العريقة، ما ساهم في غيّاب مظهر (السفرة الرمضانية).
تقول مراسلة “حلب اليوم” في دمشق، إن الأوضاع المعيشية المتردية وارتفاع أسعار المواد الغذائية سواء التموينية أو الخضار واللحوم منذ مطلع هذا العام وتحديداً في الأيام الأولى لشهر رمضان، أسفر عن تعرية موائد سكان دمشق من توصيف (السفرة العامرة)، لتتحول إلى موائد لسد الجوع خاوية من أساسيات طقوس رمضان.
وفي جولة بسيطة أجرتها مراسلتنا في أسواق دمشق، رصدت خلالها أسعار العديد من المواد التموينية، أبرزها:
لتر زيت دوار الشمس27 ألف ليرة سورية
- كيلو الأرز 15 ألف ليرة سورية، لأسوء نوعية
- السكر 17 ألف ليرة سورية
- الطحين 15 ألف ليرة سورية
وأمّا أسعار الفواكه والخضروات والتي وصفتها مراسلتنا بالمتقلبة من منطقة إلى أخرى، كاشفة عن أسعار بعضها في مدينة “داريا”، ومنها:
- ليمون 5 آلاف ليرة سورية
- بطاطا 8 آلاف ليرة سورية
- الباذنجان 18 ألف ليرة سورية
- البصل 8 آلاف ليرة سورية
- البندورة 9 آلاف ليرة سورية
– التفاح 11 ألف ليرة سورية
- البرتقال 6 آلاف ليرة سورية
التقت مراسلتنا بالسيدة “رنيم.ع” والتي تعمل موظفة في القطاع الحكومي، والتي بشأنها أوضحت أن إعداد ما يمكن وصفه بـ(الطبخة) أصبح مكلفا جداً على كل عائلة في دمشق، مشيرةً إلى أن كلفة متوسط أي طبخة تقليدية في العرف الدمشقي لأربعة أشخاص فقط، باتت تتراوح ما بين 200 ألف ليرة سورية إلى 250 ألف ليرة.
تؤكد السيدة رنيم أن تعدد الأطباق على سفرة رمضان التغى منذ أعوام، قائلةً: “نحنا كعائلة حالتنا المادية عادية وأغلب أقربائنا مثل حالتنا، يقتصر فطورنا على الشوربة ومقالي وسلطة أو فتوش”، منهيةً حديثها بجملة ساخرة “الدولة عم تعمل ريجيم للشعب”.
تغيرت الطقوس الرمضانية لدى كثير من العائلات السورية في مناطق نفوذ سلطة الأسد، كتبادل زيارات الإفطار، وفقاً لمراسلتنا، والتي أوضحت أنه هذه العادة اختفت بالمجمل لدى سكان دمشق.
وأشارت إلى أن أبرز الطقوس الرمضانية التي اعتدنا عليها منذ عصور وهي “السكبة” وهي تبادل الأطعمة بين الجيران والأقارب، باتت مغيبة تماماً إثر تردي الحال المعيشي لدى السكان.
وأضافت أن سلطة الأسد حشرت الشعب السوري منذ عقد من الزمن أمام خيارات محدّدة للحفاظ على لقمة عيشهم، وهي شراء المواد الغذائية الأساسيات والضرورية وتغيير أنماط استهلاكهم، نظرا لغياب الرقابة الحقيقية على الأسواق وتحكم شخصيات نافذة في حركة التجارة.
وتُحمل “سلطة الأسد” دائما الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية بالوقوف وراء الكارثة المعيشية الحاصلة، وتقول بشكل دوري إن العقوبات التي استهدفتها “تزيد فصلا جديدا إلى الحرب والحصار الذي تتعرض له”، وفق زعمها.
لكن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا لطالما أكدت أن العقوبات لا تستهدف القطاعات الحيوية التي تخدّم المواطنين وتشكل أساس الحياة لهم، وحتى الآن لا توجد أي بوادر لتحسين الأوضاع المعيشية للسكان من جانب سلطة الأسد، بحسب مراسلتنا.
ويورد تقرير لـ”مؤشر قاسيون”، صدر في 20 من آب/أغسطس الماضي، أن متوسط تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكوّنة من خمسة أفراد قفز في أعقاب القرارات الأخيرة لسلطة الأسد إلى أكثر من 10.3 مليون ليرة سورية، بينما ارتفع الحد الأدنى للأجور ظاهريا ليصل إلى (185.940 ليرة سورية – أقل من 12.6 دولار شهريا).