تشهد مدن وبلدات منطقة إدلب منذ قرابة الـ10 أيام مظاهرات متواصلة، تُطالب بإسقاط زعيم هيئة تحرير الشام المُكنى “أبو محمد الجولاني” وأزلامه، والإفراج الفوري عن المعتقلين في السجون، على خلفية انتهاكات جهاز الأمن العام بحق المدنيين.
بحسب مراسلي حلب اليوم فإن المظاهرات تركزت في مدن “الأتارب – سرمدا – أطمة – إدلب – معرة مصرين – سلقين – حارم – كللي – بنش” شمال المحافظة، إذ ردّد المتظاهرون عبارات عدّة تُندد بالجولاني وتحرير الشام، كان أبرزها “جولاني ولاك.. مابدنا ياك، والشعب يريد إسقاط الجولاني، وبدنا المعتقلين، وارحل”.
وبحسب مراسلينا فإن المظاهرات شهدت مشاركة واسعة من النساء مِمّن اعتقل تحرير الشام أزواجهن وأشقائهن بتهم عدّة.
يقول مشارك في الاحتجاجات ضد الجولاني في إدلب -رفض كشف اسمه لدواعي أمنية- أن المظاهرات جاءت بعد سلسلة تطورات صادمة من قبل تحرير الشام وقعت خلال الأشهر القليلة الماضية، وهي أبرزها اكتشاف عملاء في الصفوف الأولى لتحرير الشام ونفي بعضهم وقتل الآخر والإفراج عن قليل منهم، بتهمة “العمالة للخارج والتواصل مع جهات خارجية”.
وأوضح أن باب المظاهرات افتتح تحديداً عند إفراج جهاز الأمن التابع لتحرير الشام عن بعض القيادات التي وجهت إليهم اتهامات بالعمالة، وإقدام الجولاني على تقديم اعتذارات من جانبه، والتي شاهدناها في تسجيلات مصوّرة عدّة.
وأشار إلى أنه وبينما كانت أوساط بعض القادة المفرج عنهم تطلق النيران احتفالاً بخروج تلك القادة، تأكدت عائلة الشاب “عبد القادر الحكيم” والذي يُعرف بـ”أبو عبيدة تل حديا” والذي يعتبر أحد المقاتلين في فصيل “جيش الأحرار” مقتله تحت التعذيب في سجون هيئة تحرير الشام، بعد اعتقال دام 10 أشهر، إذ تم دفنه في مقبرة بمنطقة الشيخ بحر في محيط إدلب.
يقول الشاب إن عائلة “الحكيم” عملت فور تلقيها الخبر على نقل الجثة من الشيخ بحر إلى بلدته في تفتناز بريف إدلب الشرقي، الأمر الذي تسبب بغضب واسع وتبدأ هنا قصة المظاهرات، والتي جاءت بعد احتقان دام لسنوات.
بدوره، أفاد شاب آخر رفض أيضاً الكشف عن هويته لذات الأسباب، أن تحرير الشام اعتقلت أحد أصدقائه منذ قرابة 9 شهور في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، بتهمة العمالة.
وأوضح أن الشاب المعتقل يدعى “ناصر عبد الحي” وهو أحد الدعاة البارزين في حزب التحرير، لافتاً إلى أن الهيئة تعتقل جميع الأصوات التي تعارضها سواء من الحزب أو غيره، مشيراً إلى أن ذوي “عبد الحي” لا يعلمون مصير ابنهم إلى اليوم.
وتُشير بيانات “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أن هيئة تحرير الشام قتلت ما لا يقل عن 505 مدنيين منذ الإعلان عن تأسيس “جبهة النصرة” في سوريا في يناير 2012، وحتى نهاية عام 2021.
وتوضح أيضاً أن ما لا يقل عن 2327 شخصاً لا يزالون قيد “الاحتجاز التعسفي” أو الاختفاء القسري في سجونها.