اعترضت سلطة اﻷسد على وجود أبراج مراقبة بريطانية على الحدود اللبنانية – السورية، داعيةً الجيش اللبناني إلى اتخاذ إجراء ضدّها، بدعوى قيامها بـ”أنشطة تجسسية”، وذلك بعد رفض ميليشيا حزب الله لمشروع مشابه على الحدود الجنوبية للبنان.
وقالت جريدة اﻷخبار اللبنانية إن سلطة اﻷسد وجهت مذكّرة رسمية إلى الحكومة المؤقتة، حول الأبراج المنتشرة على الحدود، من مصبّ النهر الكبير في الشمال إلى ما بعد منطقة راشيا في البقاع.
وأوضحت أن المذكّرة التي وصلت من وزارة خارجية الأسد إلى نظيرتها اللبنانية، منتصف هذا الأسبوع، اعتبرت أن أبراج مراقبة أنشأها البريطانيون لأفواج الحدود البرية الأربعة في الجيش اللبناني على الحدود السورية، هي “تهديد للأمن القومي السوري”.
وبحسب الجريدة فقد وضعت المذكّرة التهديد تحت عدّة مستويات، أوّلها “المعدات الاستعلامية والتجسسيّة الحساسة التي تتضمّنها منظومات الأبراج”، و”التي تسطع إلى مسافات عميقة داخل الأراضي السورية وتجمع المعلومات عن الداخل السوري”، حيث “يصل الناتج المعلوماتي من هذه المعدّات، إلى أيدي البريطانيين”.
وأضافت المذكّرة أن “القانون الدولي المتعلّق بالحدود المشتركة بين الدول، يفرض على الدولة الأولى – أي لبنان – (في حال عدم وجود حرب بين الدولتين) تزويد الدولة الثانية بالناتج المعلوماتي من الأبراج التي تنشئها على حدود الثانية”، أما في حال الحرب، فيحقّ للدولتين إنشاء أبراج متقابلة على مسافة صفر من جانبَي الحدود، وختمت المذكّرة بمطالبة الحكومة اللبنانية بالتوضيح و”اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأمن المشترك”.
من جانبها أكّدت مصادر في الخارجية اللبنانية للجريدة أنها تلقّت الرسالة وأرسلت نسخاً منها إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقيادة الجيش والمعنيّين في الدولة، “لكنّها رفضت التعليق على فحواها”، مشيرةً إلى أنها “ستردّ على الرسالة بعد تبلور الموقف الرسمي”.
ونقلت الجريدة اللبنانية عن “مصادر قريبة من السفارة البريطانية”، أن “السفارة فخورة بالدعم البريطاني المستمر للجيش اللبناني وأفواج الحدود البرية التي ساعدت على تأمين الحماية للحدود اللبنانية مع سوريا، وعبر الأبراج، تمكّن الجيش من تحديد ومنع نشاطات من ضمنها التهريب”.
وبحسب معلومات “الأخبار”، يجري التداول بأفكار لإنشاء أبراج مراقبة جديدة تعزّز السيطرة على المنطقة الممتدّة من شمال المصنع إلى جنوبه، وصولاً إلى جبل الشيخ على غرار الأبراج الكثيفة المشيّدة من البحر حتى عرسال، بالتزامن مع اقتراح بريطاني بشأن الحدود الجنوبية.
وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون قد وصل إلى بيروت قبل أسبوعين وطرح فكرة إنشاء أبراج مشابهة لضبط الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة في إطار المساعي الدولية والإقليمية لوقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل، كما تحدث عن التجربة الناجحة للأبراج الحالية.
ولكن ميليشيا حزب الله رفضت الفكرة بالمطلق، ﻷن تلك اﻷبراج ستعيق تحركاتها العسكرية بكل الاتجاهات، وأتى ذلك الرفض قبل إعلان موقف سلطة اﻷسد.
وكانت بريطانيا قد بدأت منذ عام 2009 بناء اﻷبراج وعددها 39 برجاً للمراقبة و37 قاعدة ومركز عمليات متقدمة على كامل الشريط الحدودي اللبناني مع سوريا.
جاء ذلك بعد صدور القرار الدولي 1701 عام 2007، والذي نص على منع تهريب الأسلحة إلى لبنان بالاشتراك بين اﻷجهزة الأمنية اللبنانية وقوات اليونيفيل، حيث تقدمت بريطانيا بمشروعها للمساعدة في “ضبط الحدود”.
وتسيطر الفرقة الرابعة مع ميليشيا حزب الله على نشاطات التهريب عبر الحدود السورية – اللبنانية، بما في ذلك تهريب البشر والمحروقات.