انتقدت صحيفة Sueddeutsche الألمانية المحلية مشروع البطاقة الذكية المخصص للمساعدات الحكومية لطالبي اللجوء، مؤكدةً أنها تعيد إنتاج “كراهية الأجانب وتزيدها إلى الضعف”.
ووصفت الصحيفة ” البطاقة الذكية التي سيحصل عليها اللاجئون في المستقبل بدلاً من النقود” بأنها “حمقاء” ﻷنها تساهم في إذلالهم بحياتهم اليومية.
وكان رئيس وزراء ولاية هيسن الألمانية “بوريس راين” قد أكد أن خطة استبدال المساعدات النقدية لـ”طالبي اللجوء” ببطاقات ستعمم على جميع الولايات الألمانية، عقب انتقادات بسبب تحويلهم لبعض اﻷموال إلى أسرهم في سوريا.
وقالت الصحيفة في تعليقها على الموضوع إن هذه “ليست الطريقة التي نتصدى بها لكراهية الأجانب، بل هي الطريقة التي تعمل بها على إعادة إنتاجها”، كما سخرت من “السياسة الحمقاء التي ألقت قنابل الأمس على الناس”.
ومضت الصحيفة بالقول: “يتوقع الحمقى أن يحظوا بتأييد الناخبين” عبر إلغاء البطاقات القديمة (بطاقات الدفع)، حيث سيتعين على اللاجئين الذهاب للتسوق باستخدام البطاقة الذكية الجديدة؛ وينبغي أن تقتصر النقود المتاحة لهم على مبلغ صغير من مصروف الجيب.
وأوضحت أنها ستكون عبارة عن بطاقة شريحة لا يمكن استخدامها إلا على نطاق محدود من حيث الموقع والمواد أي “ليس في كل مكان، وليس في كل متجر وليس لجميع السلع”، وبالتالي سيكون هناك غموض مستمر يواجه اللاجئ عند الخروج لقضاء حوائجه، ويزيد ذلك من صعوبة الحياة اليومية والتمييز ضد فئات معينة.
يأتي ذلك فيما قد تهدّد التغيرات السياسية الداخلية وضع السوريين في ألمانيا مع تصاعد دعوات الترحيل من قبل اليمين المتطرف.
وكان وزير داخلية ولاية هيسن الألمانية رومان بوسيك قد دعا مؤخراً إلى عدم التردد في إجراء الترحيل ضد أي لاجئ يعرب عن دعمه لفلسطين، بما في ذلك السوريين في ألمانيا، معتبراً أن ذلك بمثابة جريمة.
وقال بوسيك إن أي لاجئ “يرتكب جرائم خطيرة يجب أن يفقد حقه في الضيافة”، وذلك ما يؤدي إلى الترحيل، مشيراً إلى وجود عقبات لوجستية وقانونية تمنع إعادة اللاجئين القادمين من “بلدان تعاني من مشكلات كبيرة”، كأفغانستان وسوريا وإيران والعراق.
وتشهد ألمانيا مظاهرات عارمة مناهضة لليمين المتطرف، حيث “تستهدف الميول المتطرفة لحزب “البديل” الشعبوي الذي يأمل في الفوز برئاسة مجلس محلي لدائرة بشرق ألمانيا، ليحظى بهذا المركز للمرة الثانية”.
ويتوقع مراقبون اكتساب اليمين المتطرف الأوروبي مساحات سياسية جديدة بالبرلمانات والمجالس المحلية وخصوصا البرلمان الأوروبي، وقد استغلت الأحزاب والمجموعات اليمينية قضايا اللاجئين والأزمات الاقتصادية والسياسية، لحشد مؤيدين، رغم وجود مخاوف لدى عامة اﻷلمانيين من وصولهم للسلطة.