كشفت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الإثنين 5 شباط/فبراير، مقتل أربعة عناصر من مليشيا الحرس الثوري الإيراني، (منهم مقرب من قائد فيلق القدس المقتول “قاسم سليماني”)، إثر ضربات أمريكية نُفذت ليلة الجمعة الماضية على مدينة دير الزور، شرقي البلاد.
ووفقاً لوسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري، ونقلها موقع “إرم نيوز”، فإن 4 من مليشيا فاطميون لقوا مصرعهم جراء الهجوم الأمريكي، مساء الجمعة، على أهداف في مدينة دير الزور، وهم: “محمد علي أكبري، وحمزة علوي، ومحمد رضا السادات علوي، وعلي الحسيني”، مضيفة أن “الحسيني هو القائد المقرَّب من الجنرال قاسم سليماني”.
وتقول وكالة رويترز إن الولايات المتحدة الأمريكية نفذت غارات جوية في العراق وسوريا، على أكثر من 85 هدفاً مرتبطاً بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي تدعمها طهران، والتي أدّت إلى مقتل قرابة 40 شخصا، وجاءت رداً على هجوم استهدف قوات أمريكية وأدّى لمقتل ثلاثة جنود.
وانطلقت هذه الضربات التي شملت استخدام قاذفات بي-1 بعيدة المدى من الولايات المتحدة، وهي الأولى في الرد على الهجوم الذي نفذه مسلحون مدعومون من إيران مطلع الأسبوع الماضي في الأردن، فيما توقعت الوكالة تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية الأمريكية في الأيام المقبلة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قبل أيام، في بيان إن الهجمات الأمريكية تمثل “مغامرة وخطأ استراتيجيا آخر ترتكبه الحكومة الأمريكية ولا نتيجة لها سوى ازدياد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.
واستدعى العراق القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد لتقديم احتجاج رسمي، وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان “العراق أكّد مجدداً رفضه أن تكون أراضيه ساحة لتصفية الحسابات بين الدول المتخاصمة؛ إذ إن بلدنا ليس المكان المناسب لإرسال الرسائل واستعراض القوة بين المتخاصمين”.
وبحسب مليشيا الحشد الشعبي العراقية، فإن 16 من أعضائها قتلوا بينهم مقاتلون ومسعفون، وزعمت الحكومة العراقية في وقت سابق إن هناك مدنيين من بين 16 قتيلا سقطوا.
وقال اللفتنانت جنرال دوجلاس سيمز، مدير العمليات بهيئة الأركان الأمريكية المشتركة، في وقت سابق، إن الضربات كانت ناجحة على ما يبدو وأدت إلى انفجارات ثانوية كبيرة عندما أصاب القصف أسلحة الفصائل.
وذكر أن الضربات نُفذت مع العلم باحتمال سقوط قتلى بين الموجودين في المنشآت.
ورغم شن هذه الضربات، تقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها لا تريد حربا مع إيران ولا تعتقد أن طهران تريد حربا كذلك، على الرغم من تزايد ضغوط الجمهوريين على الرئيس الأمريكي جو بايدن لتوجيه ضربة مباشرة لإيران.
وتسعى إيران بحسب رويترز إلى النأي بنفسها عن الصراع الدائر حاليا في الشرق الأوسط رغم دعمها جماعات ضالعة فيه حاليا من لبنان واليمن والعراق وسوريا، ضمن ما يطلق عليه اسم (محور المقاومة).
بدوره، قال وزير الدفاع الأمريكي أوستن لويد بعد الغارات إن بايدن أمر باتخاذ مزيد من الإجراءات ضد الحرس الثوري الإيراني ومن يرتبطون به، وأضاف “هذه بداية ردنا”.
وتابع: لا نريد صراعا في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر لكن الرئيس وأنا لن نتهاون مع أي هجمات على القوات الأمريكية”.
وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة أبلغت العراق بالضربات قبل تنفيذها، ولكن بغداد اتهمت الولايات المتحدة في وقت لاحق “بالتدليس”، قائلة: إن مزاعم واشنطن عن التنسيق مع السلطات العراقية ماهو إلا ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي.
وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يوم الجمعة أن بلاده لن تبدأ حربا لكنها “سترد بقوة” على كل من يحاول أن يستأسد عليها.
وهون السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس شبه الرسمية، من شأن الضربات الجوية ونفى إصابة أهداف مرتبطة بإيران قائلا: إن هدفها هو تدمير البنية التحتية المدنية في سوريا.
وكانت نددت حماس بالضربات الأمريكية وقالت إن واشنطن تصب “الزيت على النار”.
ووصفت بريطانيا الولايات المتحدة بأنها حليفتها “الراسخة”، وقالت إنها تدعم حق واشنطن في الرد على الهجمات.
وقال وزير الخارجية البولندي راديك شيكورسكي، لدى وصوله لحضور اجتماع للاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن الضربات الأمريكية سببها أن وكلاء إيران “يلعبون بالنار”.