أكدت عميدة كلية الصيدلة في جامعة دمشق الدكتورة لمى يوسف أن أعداد خريجي كلية الصيدلة في مناطق سلطة الأسد “هائلة”، داعيةً إلى إيجاد فرص عمل لهم، حيث “وصلت مهنة الصيدلة إلى مرحلة التأزم وسوق العمل غارقة بالصيادلة”.
وأضافت في حديث لإذاعة “المدينة إف إم” الموالية لسلطة اﻷسد، أن الشهادة الثانوية “كانت المعيار الذهبي والمنصف للطلاب، لكن بعض الأمور عصفت بها”، معتبرةً أن “هذا الخلل استوجب إيجاد معيار آخر، وهو السنة التحضيرية”، وهي بمثابة “قيمة مضافة للشهادة السورية”.
وأكدت يوسف أن هناك “ورطةً وإشكاليةً كبرى” تتعلق بإغراق سوق العمل بأعداد مهولة من الصيادلة، وأن “نظرة بعض الصيادلة قاصرة أحياناً تجاه المهنة”، حيث لفتت إلى أن “الصيدلاني هو مزود للرعاية الصحية، وإنسان ينشر التوعية، وهو الخبير بالدواء، وأكدت أن “صرف الدواء” سينقرض يوماً ما”.
ولا يقتصر اﻷمر على الصيدلة حيث أكد رئيس نقابة الأطباء في دمشق التابعة لسلطة الأسد عماد سعاده، الشهر الماضي، أن المئات منهم يتقدمون شهرياً للحصول على طلبات بالمغادرة لخارج البلاد.
وقال سعاده في حديث لصحيفة الوطن الموالية: “تردنا يوميًا نحو 10 طلبات للحصول على وثيقة سفر إلى خارج البلاد من قبل أطباء سوريين”، مؤكداً أن معظمهم من الأطباء الجدد وليسوا من القدامى.
ومن الأسباب التي تدفعهم للسفر هي “عدم وجود أفق واضح لهم” في المستقبل، حيث أن مناطق سلطة الأسد تشهد تراجعًا واضحًا على الصعيد الطبي ولا سيما مع انخفاض رواتب العاملين في القطاع الطبي وهجرة الأطباء وعزوف بعضهم عن العمل في المستشفيات العامة.
وأوضح سعاده أنه ليس بالضرورة أن يسافر كل الأطباء الذين يحصلون على هذه الوثائق ولكنهم في المجمل يسعون إلى السفر.
ويعتمد 97 بالمئة من الأطباء على مدخول عياداتهم الخاصة وليس على رواتبهم، حتى إن الكثير من الأطباء يدفعون فوق رواتبهم أجرة مواصلات مثلاً للوصول إلى المشفى الذي يعملون به، وفقاً لرئيس النقابة.
وتواجه المشافي العامة معضلات حقيقية تتمثل في عزوف اﻷطباء عن العمل وسعي الممرضين والفنيين للسفر فضلاً عن قلة المخصصات المالية.