أكد رئيس نقابة الأطباء في دمشق التابعة لسلطة الأسد عماد سعاده أن المئات منهم يتقدمون شهرياً للحصول على طلبات بالمغادرة لخارج البلاد.
وقال سعاده في حديث لصحيفة الوطن الموالية: “تردنا يوميًا نحو 10 طلبات للحصول على وثيقة سفر إلى خارج البلاد من قبل أطباء سوريين”، مؤكداً أن معظمهم من الأطباء الجدد وليسوا من القدامى.
ومن الأسباب التي تدفعهم للسفر هي “عدم وجود أفق واضح لهم” في المستقبل، حيث أن مناطق سلطة الأسد تشهد تراجعًا واضحًا على الصعيد الطبي ولا سيما مع انخفاض رواتب العاملين في القطاع الطبي وهجرة الأطباء وعزوف بعضهم عن العمل في المستشفيات العامة.
وأوضح سعاده أنه ليس بالضرورة أن يسافر كل الأطباء الذين يحصلون على هذه الوثائق ولكنهم في المجمل يسعون إلى السفر.
ويعتمد 97 بالمئة من الأطباء على مدخول عيادتهم الخاصة وليس على رواتبهم، حتى إن الكثير من الأطباء يدفعون فوق رواتبهم أجرة مواصلات مثلاً للوصول إلى المشفى الذي يعملون به، وفقاً لرئيس النقابة.
وتواجه المشافي العامة معضلات حقيقية تتمثل في عزوف اﻷطباء عن العمل وسعي الممرضين والفنيين للسفر فضلاً عن قلة المخصصات المالية.
وكان مسؤولون في سلطة اﻷسد قد أطلقوا مناشدات اﻷسبوع الماضي لتدارك اﻷوضاع في المشفى الحكومي الوحيد بمحافظة القنيطرة جنوبي سوريا، والذي يعاني حالة من الشلل، جراء عزوف اﻷطباء عن العمل.
وقال مدير مستشفى أباظة في القنيطرة “بشار حلاوة” إن المشفى من دون أطباء اختصاصيين (صدرية، أوعية دموية، كلية) والجراحة متوقفة لعدم وجود طبيب تخدير، حيث كانت تُجرى يوميًا أكثر من 15 عمليةً جراحيةً عدا عن الولادات القيصرية.
وأضاف أن “فني التخدير يرفض العمل متذرعًا بالقانون الذي يحميه”، وعندما تمّ الطلب من اللجنة الوزارية السماح للفنيين بالتخدير “كانت الإجابة أن هذا الأمر يحتاج إلى تشريع”.
ولا تقتصر هذه الحالة على القنيطرة، حيث أكدت صحيفة تشرين الموالية، في تقرير يوم الجمعة قبل الماضي، أن “مشفى الشهيد مؤمن طلايع” المعروف باسم ‘سالة’ لا يزال منذ مدة طويلة غير قادر على تقديم الخدمات الطبية والعلاجية بالشكل المطلوب لأهالي قرى و بلدات المنطقة الشرقية من السُّويداء.
ويعاني المشفى من نقصٍ شديد بالكوادر الطبية أدى إلى تعذر استقبال مرضى القلب والداخلية، والأطفال، وممن هم أيضاً بحاجة للعناية المشددة، لخلو هذه الأقسام من كوادرها الطبية والتمريضية، ما “أرغم المرضى على أن تكون وجهتهم الاستشفائية مشفى السُّويداء الوطني، وهذا أدى إلى إرهاقهم مادياً وجسدياً للوصول إلى مدينة السُّويداء”.
وتشهد مناطق سلطة الأسد تراجعًا واضحًا في القطاع الطبي مع انخفاض رواتب العاملين وهجرة الأطباء وعزوف بعضهم عن العمل في المستشفيات العامة وانتقالهم إلى المستشفيات الخاصة بسبب فرق الأجور، وهجرة الكثير من الفنيين والممرضين.