استولت مجموعة من ميليشيا حزب الله اللبناني، خلال اليومين الماضيين، على ثلاثة مزارع تابعة لأهالي بلدة آبل بريف حمص الجنوبي، وحولتهم لمقرات أمنية تابعة للحزب.
ونقل مراسل حلب اليوم في حمص عن مصدر محلي من أبناء بلدة آبل، قوله: إن “دورية أمنية تابعة لحزب الله قامت بتمشيط الأطراف الجنوبية من بلدة آبل الواصلة بين البلدة ومطار الضبعة شمال مدينة القصير منذ مطلع الأسبوع الماضي، ليتم على إثرها بشكل مفاجئ رفع سواتر ترابية على أطراف ثلاثة مزارع وتحويلهم إلى مقار أمنية لصالح الحزب”.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته -لأسباب تتعلق بسلامته- أن أصحاب المزارع هم من الأشخاص الذين غادروا البلاد منذ مطلع العام 2013 من أبناء الطائفة المسيحية، وذلك عقب سيطرة الحزب وقوات سلطة الأسد على مدينة القصير بريف حمص الجنوبي.
ولفت إلى أن ميليشيا حزب الله اللبناني وعناصر الفرقة الرابعة التي يترأسها ماهر الأسد شقيق رأس سلطة الأسد “بشار”، باتوا يفرضون هيمنتهم على جميع مزارع قرى “آبل والمباركية والبويضة الشرقية” التي تشكل حزام أمني بمحيط مطار الضبعة، الذي تديره ميليشيا حزب الله اللبناني مستغلة التحصين الذي يتمتع به غرف المطار (البلوكوسات) المخصّصة للطائرات الحربية، وجعلت منها مستودعات للأسلحة والصواريخ القادمة من إيران حليفها الأبرز.
وفي هذا السياق، أكّد مراسلنا بأن قرى ريف حمص الجنوبي الواقعة إلى الجهة الغربية من اوتوستراد “حمص-دمشق”، باتت تغص بعشرات الحواجز العسكرية والأمنية التابعة للفرقة الرابعة لا سيما قرى “الحمرا والحسينية والدمينة الشرقية “التي تمثل الحزام الأمني لمحيط مدينة القصير ومنها إلى الشريط الحدودي الذي يفصل بين سوريا ولبنان.
وأضاف أن حزب الله اللبناني وبمباركة رسمية من سلطة الأسد تمكن خلال العام 2021 من افتتاح (مطربا الحدودي) بين سوريا ولبنان ليتم استغلاله لشحن الأسلحة القادمة من إيران إلى الضاحية الجنوبية معقل الحزب الرئيسي داخل الأراضي اللبنانية، بالوقت الذي لا يتم السماح للمدنيين بعبوره أو الاقتراب منه إلا في حال كانوا من العناصر الموالين للحزب.
تجدر الإشارة إلى أن ميليشيا حزب الله اللبناني تمكنت من فرض هيمنتها العسكرية والأمنية على مساحات واسعة من ريف حمص الشرقي وصولاً إلى منطقة القلمون الحدودية ومنها إلى ريف حمص الجنوبي جنباً إلى جنب مع حليفها الأبرز الحرس الثوري الإيراني وسط عظم اتخاذ أي إجراءات من قبل قوات الأسد وحكومته للحفاظ على ممتلكات المدنيين الذين باتوا يشكلون الحلقة الأضعف في مواجهات المد الشيعي ضمن مناطقهم.