أكدت مصادر إعلامية لبنانية قيام السلطات بترحيل سوريين ممن أوقفتهم في وقت سابق، وتسليمهم إلى سلطة اﻷسد، حيث شهدت اﻷسابيع اﻷخيرة عمليات دهم واعتقال طالت العشرات.
وقالت صحيفة “المدن” اللبنانية إن الجيش قام في الأسابيع القليلة الماضيّة بعدّة مداهمات على مخيمات اللاجئين السوريين، بمؤازرة أجهزة أمنيّة أخرى، آخرها كان بتاريخ 8 كانون الأول الجاري، واستهدفت مخيم 007 في غزّة -البقاع الغربي وهو من أكثر المخيمات الواقعة في سهل البقاع اكتظاظًا باللاجئين.
وشملت العمليّة تفتيش خيم اللاجئين السوريين بعد إقفال كل مداخل ومخارج المخيم، ومصادرة أجهزة “الراوتر” والهواتف النقالة منعًا للتصوير أو التّواصل، فضلًا عن مصادرة عشرات الدراجات الناريّة والسّيارات الخاصة باللاجئين.
وقد أسفرت عملية الدهم عن توقيف العشرات من اللاجئين السوريين (قُدرت الأعداد بـ40 لاجئاً، حسب الشهادات الميدانيّة)، وشملت قاصرين ومُسنين (فوق 65 سنة)، وقد حاول ذووهم التّواصل مع الجهات المعنيّة للتّدخل والضغط من أجل إطلاق سراحهم، خصوصًا أن بعضهم من المُسجلين في المفوضيّة كلاجئين، في ظلّ التّخوف من ترحيلهم.
وأكدت الصحيفة أن عددًا منهم قد تمّ ترحيله بالفعل، فيما “يبقى موقف المفوضيّة في مثل هذه الأحداث محدودًا، ولا يمنع عمليًّا السّلطات الأمنيّة من ترحيل اللاجئين السوريين والمعتقلين، حتّى لو كانوا من المُسجلين فيها، إذا ما عقدت السّلطات العزم على ذلك”.
ومن بين من تمّ ترحيلهم اللاجئ السوري ع. ر. البالغ من العمر 29 عامًا، والذي دخل لبنان عام 2011 بشكلٍ شرعيّ (حسب وكيله وعائلته)، وتعرض للاعتقال في تموز الماضي، على حاجز للجيش اللبناني في البقاع، بسبب “انتهاء مدّة إقامته”.
وبعد حوالى شهرين من الاعتقال، تم نقله إلى المديرية العامة للأمن العام في بيروت، وتم ترحيله إلى سوريا في 15 كانون الأوّل الجاري، وتسليمه إلى سلطة اﻷسد.
وقالت “المدن” إنها “تواصلت مع عدّة جهات أمنيّة لمعرفة سبب عمليات الدهم المستمرة لهذا المخيم تحديدًا، وعن مصير الموقوفين” وكان الرّد أن المخيم “دائمًا ما تتوافر معلومات حول وجود كميات من الأسلحة المخبأة فيه”، إلا أن “المصادر لم تخفِ أنه لم يتمّ ضبط أي من الأسلحة في عمليّة الدهم الأخيرة، بل توقف الأمر على إيجاد دراجات ناريّة غير مرخصّة، وقد تمّ العثور مرّة واحدة على أسلحة، كانت عبارة عن أسلحة صيد ومعها ألبسة صيد مموهة تواكب موضة الألبسة المنتشرة في المنطقة المشهورة بصيد العصافير، في تشرين الأول الماضي”.
يُذكر أن اللاجئين السوريين في مخيمات برّ إلياس (أكثر من 85 مخيم) يواجهون خطر الإخلاء، كما تتعرض المخيمات في منطقة المرج لعمليّات الدهم، وقد شهد الأسبوع الماضي عدّة مداهمات، والتّي “يتمّ فيها اعتقال الأطفال الذكور والرجال وعدد قليل من النسوة، من دون تمييز على أساس الإقامة أو التسجيل في المفوضيّة”.