خاص | حلب اليوم
اشتكى أهالي مدينة دير الزور في القسم الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، من ارتفاع أسعار الأدوية ووصولها إلى أرقامٍ قياسية.
وبحسب مراسل حلب اليوم في مدينة “هجين” شرقي المحافظة، فإن أسعار الأدوية ارتفعت في مناطق “قسد” بنسبة تصل إلى 2000%، وأنها ألقت بظلالها على أصحاب الأمراض المزمنة كـ”مرضى القلب والضغط والشرايين والسكري والغدة والبروستات”.
وأوضح أن هذه الفئة تعتبر من أكثر الفئات المتضرّرة من ارتفاع أسعار الأدوية، نتيجة حاجتهم الدائمة للأدوية، محذّراً من تراجع صحتهم.
ونقل مراسل “حلب اليوم” شكوى أحد المرضى الذين يعاني من مرض الكبد، قوله: “إن سعر علبة الدواء التي يستخدمها منذ سنوات ارتفع إلى 55 ألف ليرة سورية، بينما كان يبلغ سعرها قبل أشهر قليلة 2500 ليرة، لافتاً إلى أنه يحتاج إلى علبتين شهرياً، ما يعني أنه يضطر إلى دفع 110 آلاف ليرة ثمن الدواء فقط”.
وأوضح المريض الذي يدعى “علاء محمد”، أن والدته تعاني أيضاً من مرض السكري، وأنها تحتاج شهرياً إلى علبتين دواء، إذ يبلغ سعرهم 52 ألف ليرة سورية، بعد أن كان سعرهم 3 آلاف ليرة سورية فقط.
وتتعالى الأصوات محذّرة من زيادة الأمراض وتفاقمها نظراً لعجز المرضى عن شراء الأدوية بأسعار تفوق قدرتهم الشرائية، بحسب القاطنين في تلك المناطق.
ولا يقتصر الضرر على المرضى المزمنين فقط، بل شملت الأطفال أيضاً، وخاصة الرضع الذين يحتاجون إلى الحليب النوعي، وفقاً لأحد الصيادلة العاملين في المدينة.
يقول الطبيب الصيدلاني “أحمد طلال” لقناة حلب اليوم، إن “أسعار الأدوية ارتفعت في أرياف دير الزور “بشكل فاحش”، وأن العديد من المرضى باتوا عاجزون عن شراء أدويتهم إثر غلائها”.
وأوضح أن المرضى الذين يعانون من أمراض حادّة باتوا يعانون بشدّة من غلاء أسعار الأدوية، حتى أن بعضهم بات يفضل الموت نظراً لتردي الواقع المعيشي والاقتصادي إلى جانب أزمة الأدوية وغلاء أسعارها.
وعزّا الطبيب “طلال” سبب ارتفاع الأسعار إلى قيام أصحاب مستودعات الأدوية برفع سعر جميع الأدوية بنسبة ما يزيد عن 70 بالمئة بشكل مفاجئ، ودون معرفة الأسباب.
وكانت وزارة صحة سلطة الأسد رفعت مؤخراً أسعار الأدوية بنسبة تراوحت بين 70 إلى أكثر من 100 بالمئة، دون إصدار أي قرار رسمي.
ويؤكد مراسل حلب اليوم أن الإتاوات التي تفرضها حواجز الفرقة الرابعة والمليشيات الإيرانية بمختلف مناطق ديرالزور، لقاء مرور الأدوية ساهمت أيضاً بارتفاع سعر الأدوية.
يشار إلى أن غلاء الأدوية بات مسبباً جديداً لاستنزاف جيوب السوريين في ظل أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة، نتيجة استمرار الحرب وانهيار قيمة العملة السورية ووصولها إلى ما يقارب 14 ألف ليرة مقابل الدولار الأمريكي الواحد