شهد سد الرستن بريف حمص الشمالي انحساراً ملحوظاً بكمية المياه التي وصلت لأقل من النصف، والتي تقدّر بحسب إحصائيات صادرة عن حكومة الأسد بنحو 250 مليون متر مكعب من المياه خلال الفترة الراهنة، الأمر الذي أدّى لتراجع الإنتاج الزراعي، ما أثر بشكل سلبي على حياة الأهالي القاطنين ضمن مناطق سيطرة الأسد.
وقال مراسل “حلب اليوم”، اليوم الأحد، إنه على الرغم من الوعود التي قطعها، إسماعيل إسماعيل مدير الموارد المائية في حكومة الأسد للمزارعين وتعهّده مع بدء عملية زراعة موسم القمح، بأن ضخ المياه سيستمر طيلة الموسم الشتوي مقابل تسليم الكميات الكاملة من القمح لمديرية الحبوب، إلا أن ما جرى عقب الانتهاء من حصاد موسم القمح جاء بما لا يسر المزارعين.
الحاج حسن القاسم أحد أبناء مدينة الرستن والذي يعمل بمجال الزراعة، أكّد لمراسلنا أن رئيس جمعية الفلاحين بالمدينة نقل عن مدير الموارد المائية تأكيده أن عملية ضخ المياه ستستمر لحين الانتهاء من عملية ري الموسم الشتوي (السمسم ودوار الشمس، بالإضافة لمحاصيل البطاطا والصويا وغيرها الكثير من الأصناف التي تحتاج لمياه الري التي غابت عن الأقنية بعد إغلاق عنفات مياه بحيرة قطنية المغذية لنحو 20 ألف هكتار من أراضي ريف حمص الشمالي).
إلا أنه وبعد الانتهاء من عملية حصاد موسم القمح وتسليم كامل الكمية من قبل المزارعين لمديرية الحبوب في حمص وبدء عملية حراثة الأراضي ونشر بذور مختلف المواسم الشتوية، تفاجأ الفلاحين بتوقف عملية تزويد تقنية الري بالمياه بعد إغلاق المصب الرئيسي في بحيرة قطنية، بحجة انخفاض المنسوب العام، حسب الحاج قاسم.
وتسبّب ذلك بخسارة فادحة بالنسبة لكل مزارع لم يتمكن من ري أرضه باستخدام الآبار السطحية التي تحتاج للمضخات التي تعمل على مادة الديزل، وفضلوا هجرة الأرض على دفع تكاليف لا يمكن تعويضها بعد الانتهاء من جمع ما تمت زراعته، حسبما أكّد مراسلنا.
يشار إلى أن توقف عملية ضخ المياه من بحيرة قطنية أدّى لانخفاض منسوب مياه سد الرستن شمال حمص، بالتزامن مع إغلاق العنفة الوحيدة المسؤولة عن إرفاد مجرى نهر العاصي بالمياه، ما أدّى بدوره لتراجع مهنة صيد الأسماك التي اتخذها الأهالي في الآونة الأخيرة كمصدر للرزق، في ظل البطالة التي استشرت بين أوساط المجتمع المدني، وفقاً لمراسلنا.