تشهد مدينة حمص تزايداً ملحوظاً بأعداد المتسولين ضمن الأسواق والأحياء السكنية خلال الفترة الراهنة بالتزامن مع تدهور الأوضاع المعيشية التي تشهدها مناطق سيطرة سلطة الأسد في الداخل السوري.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” بأن ظاهرة التسول التي لم يعتد عليها أبناء المدينة سابقاً شكلت هاجساً لكل المدنيين لا سيما بعدما تكررت حوادث السرقة واختطاف الأطفال صغار السنّ أثناء تواجدهم ضمن الحدائق حيث سجلت ثلاثة حالات اختطاف لأطفال لا تتجاوز أعمارهم السبعة أعوام ضمن حي عكرمة وحي الشماس منذ مطلع الشهر الجاري ولغاية الآن.
أبو حسام (والد أحد الأطفال الذين تم اختطافهم سابقاً من حي الشماس) قال في تصريح خاص لـ”حلب اليوم” إنه اضطر لدفع ٤ ملايين ليرة سورية لشخص مجهول خطف ابنه الأسبوع الفائت بعدما عجزت عناصر فرع الأمن الجنائي عن تحديد مكانه وإعادته سالماً إليه.
وأضاف أن الأطفال اعتادوا على الذهاب الى حديقة المركز داخل حي الشماس لقضاء بعض الوقت خارج جدران المنازل، إلا أن عملية الخطف الأخيرة دفعت الأهالي لمنع أبنائهم من ارتياد المرافق العامة خوفاً على حياتهم.
بدوره قال الحاج محمد شيخ الورق أن المتسولين الذين زاد نشاطهم في الآونة الأخيرة يعملون بشكل منظم تحت رعاية وحماية أمنية من قبل شخصيات محسوبة على ضباط تابعين لافرع مخابرات سلطة اﻷسد على رأسهم المدعو حسن رستم شقيق قائد ميليشيا الدفاع الوطني في محافظة حمص (ناصر رستم).
وأشار إلى وجود سيارات من نوع “فان” تعمل على نقل المتسولين بشكل يومي إلى مركز مدينة حمص وسوق المسقوف وسوق كرم الشامي الذي يشهد اكتظاظا لافتاً بحركة الأهالي والبيع والشراء الأمر الذي يوفر لهم البيئة المناسبة لممارسة نشاطهم.
كما أكد “شيخ الورق” في الوقت ذاته عدم ملاحقة المتسولين من قبل عناصر الشرطة والمفارز الأمنية الموجودة ضمن الأسواق؛ الأمر الذي يؤكد وجود تنسيق مسبق بين القائمين على تسيير شؤونهم وبين رؤساء تلك المفارز ودوريات الشرطة.
بدوره قال محمد أبو الخير أحد التجار ضمن سوق المقبي أن الفترة الماضية شهدت ظاهرة جديدة تمثلت بدخول متسولين من الطائفة العلوية للأسواق بعدما كانت تنحسر عملية التسول على نساء وأطفال (النور) الذين اعتدنا على رؤيتهم في وقت سابق.
وأشار في ختام حديثه لمراسلنا أن محافظة حمص لم تعتد خلال الأعوام التي سبقت اندلاع الثورة السورية على رؤية المتسولين بشكل مطلق نظراً لما كانت توفره جمعية البر والخدمات الاجتماعية التي قدمت العديد من المشاريع الإنسانية للمحتاجين بتكاتف أبناءها وتجارها ومغتربيها، إلا أن القيود التي فرضتها مخابرات سلطة الأسد في الفترة الأخيرة على مبالغ التحويل لجمعية البر أجبرت المتبرعين من المغتربين للتوقف عن عمليات التحويل تحسباً للملاحقات الأمنية التي قد تطالهم.
تجدر الإشارة إلى أن فرع مخابرات الجوية الذي يترأسه العميد شفيق صارم أجبر إدارة الجمعيات الخيرية في مدينة حمص على تقديم كشوفات شهرية حول المبالغ التي يتم تلقيها من قبل المتبرعين من خارج وداخل سوريا وألزمهم باقتسام تلك التبرعات مع الجمعيات والمؤسسات التي تعمل على تقديم المشاريع لأبناء قتلى قوات اﻷسد ونسائهم الأمر الذي أدى لتراجع المشاريع الإنسانية التي كانت تنحصر بأبناء مدينة حمص بهدف محاربة التسول والقضاء على تلك الظاهرة.