شنّت الطائرات الحربية الروسية غاراتٍ جوية على عدة مواقع في محافظة إدلب ومحيطها، شمال غربي سوريا، اليوم الجمعة، وسط تحذيرات من إمكانية استمرار التصعيد.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” بأن الغارات الجوية الروسية استهدفت محيط بلدة البارة في جبل الزاوية جنوب إدلب، وقرية الشيخ سنديان قرب مدينة جسر الشغور غربي المحافظة، باﻹضافة إلى تلال “الكبينة” في ريف اللاذقية الشمالي، مع تراجع في حدّة القصف المدفعي والصاروخي وحالة من الهدوء الحذر قرب خطوط التماس، وذلك حتى لحظة تحرير الخبر.
وخرجت وقفة تضامنية في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، ندّد فيها المحتجون بالقصف على إدلب من قبل سلطة الأسد، كما أعربوا عن دعمهم لأهالي فلسطين ضد الكيان الصهيوني.
من جانبه قال فريق “منسقو استجابة سوريا” إن المنطقة لم تشهد أي توقف لعمليات الاستهداف من قبل قوات اﻷسد وروسيا حتى الآن، رغم “الإعلانات التي تبثها جهات مختلفة عن تهدئة أو هدنة في شمال غرب سوريا والتي يتم تداولها منذ عدة أيام وحتى الآن”.
وسجل الفريق أكثر من 86 استهدافاً، “خلال الفترة التي تلت الترويج لتهدئة في المنطقة” على 46 قرية وبلدة في مناطق ريف إدلب وحلب وحماة، كما شنّت الطائرات الحربية الروسية، 6 استهدافات للمنطقة شملت 6 قرى وبلدات بمعدل 10 غارات جوية.
وأكد تقرير الفريق أن حركة النزوح قائمة حتى الآن ولم يتمكن أي مدني من العودة إلى المناطق التي سجلت حركة نزوح وتجاوز عدد النازحين المسجلين في مختلف المناطق أكثر من 80 ألف نازح، كما رصد “حالة الخوف الكبيرة لدى النازحين من العودة إلى مناطقهم، وخاصةً مع غياب الايضاحات الرسمية حول الواقع الفعلي للمنطقة”.
وانتقد منسقو الاستجابة زيارة الوفد الأممي المشترك من عدة وكالات إلى الداخل السوري وإدلب، أمس، بسبب “تجاهل المناطق المستهدفة وخاصة في إدلب وجسر الشغور ودارة عزة وأريحا، إضافة إلى استمرار الاستهدافات على الرغم من وجود الوفد في داخل المنطقة”.
وأكّد الفريق أن “الحديث عن تهدئة حالياً في المنطقة غير موجود وأن قوات اﻷسد مستمرة في هجماتها”، داعياً المدنيين إلى “توخي الحذر بشكل كامل”، كما طلب من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العمل على تلبية احتياجات النازحين بشكل عاجل وفوري.
وكان رئيس حكومة الإنقاذ “علي كده” قد أكد في إجابته على أسئلة من الصحفيين حول التهدئة في إدلب، يوم الاثنين الماضي، أن المنطقة شهدت خفضاً في التصعيد ولكن الحكومة تتعامل مع الموقف بحذر بسبب عدم الثقة بسلطة اﻷسد.
ولم يؤكد “كده” وجود أي اتفاق تهدئة أو وقف ﻹطلاق النار، كما لم تعلن عن ذلك الفصائل المقاتلة في الشمال الغربي، مع تأكيدها استعدادها للردّ على ضربات قوات اﻷسد ﻹجبارها على التوقف عن قصف المدنيين.