تستضيف مدينة إسطنبول التركية، بعد أسابيع، مؤتمراً علمياً وفكرياً، يهدف لجمع وتنسيق جهود الباحثين في مواجهة ظاهرة الطائفية في المنطقة العربية ومحيطها.
وقالت منظمة “متحدون ضد التعصب الطائفي” إنها ستعقد مؤتمرها الدولي الأول، في الثامن عشر من تشرين ثاني / نوفمبر المقبل، تحت شعار “أنا إنسان : من أجل بناء ثقافة للعيش المشترك”، وذلك بالتعاون مع مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية في جامعة “صباح الدين زعيم”.
ومن المقرّر أن تستمر أعمال المؤتمر على مدار يوم كامل، حيث تُناقش في “أوراق علمية محكمة في مجابهة الطائفية والعنصرية”، وفقاً لما أعلنته المنظمة في بيان نشرته على موقعها باﻹنترنت.
وكان الأمين العام للمنظمة “د.عبد الكريم بكار” قد وقع على اتفاقية التعاون مع رئيس مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية “د.سامي العريان” في مقر الجامعة بإسطنبول يوم الأربعاء الفائت.
من جانبه قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر “د.أنس التكريتي” إن تلك الخطوة تهدف لجمع الراغبين في “تحدي العنصرية و وباء العصبية الطائفية وتعزيز ثقافة التعايش تحت سقف واحد في لقاء فكري ثقافي أكاديمي مفتوح يسمح بتبادل الأفكار”.
وحذّر التكريتي بالقول: “إن لم ننتصر على خلافاتنا ونتجاوز هذه الأمراض فسنعود سنوات أخرى إلى الخلف، ولن نتمكن من تجاوز عقبات وتحديات واقعنا المعاصر”.
واستقبلت لجنة المؤتمر نحو ثلاثين بحثاً علمياً في مجالي الطائفية والعنصرية، وفقاً لما أكده رئيسها الدكتور عمر الروابحي، الذي أشار إلى مواصلة العمل على اختيار أبرز الأبحاث لعرضها، مضيفاً أن باب التسجيل لحضور المؤتمر وجاهياً ما يزال مفتوحاً عبر موقع المنظمة.
ويركّز القائمون على هذه الفعالية في قضية “التعصب الطائفي والتمييز العنصري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمفهومها الواسع الذي يشمل كل الدول العربية والدول المجاورة لها كإيران وتركيا ودول الساحل الأفريقي”.
وقال بيان المؤتمر: “لا تقل مظاهر التعصب الطائفي والتمييز العنصري التي تحولت إلى ثقافة مجتمعية وسلوكيات جماعية، خطورة عن الجانب الرسمي للظاهرة، وضمن هذا السياق تلعب السرديات التاريخية الطائفية والعنصرية دوراً سلبياً في إحياء واستدامة الاستقطاب بين الطوائف والمجموعات المتباينة داخل الدولة الواحدة، وتشكل المناهج التربوية التي تحتوي على مضامين طائفية وعنصرية ما يشبه زراعة ألغام قابلة للانفجار في المستقبل، فهي تصوغ عقول الأجيال التي نشأت عليها وقد تحارب من أجلها”.