شهدت بلدة الفرحانية بريف حمص الشمالي جريمة قتل، في ساعة متأخرة من أمس الأربعاء، راح ضحيتها شاب يدّعى، عصام دلة، على يد مسلحين مجهولين، وذلك أثناء عودته من منزله الكائن على أطراف البلدة.
مراسل “حلب اليوم” في حمص قال، إن مجموعة من أهالي بلدة الفرحانية قاموا بنقل الشاب الذي تعرّض لعدة طلقات نارية إلى مستشفى مدينة تلبيسة التخصصي مفارقاً للحياة، قبل أن يتم نقل الجثة إلى مستشفى “الباسل” للاطلاع عليها من قبل الطبيب الشرعي، ومن ثم تسليها لذويه.
وأشار مراسلنا إلى أن قرى ومدن ريف حمص الشمالي تشهد حالة غير مسبوقة من الفلتان الأمني، المتمثلة بعمليات القتل والخطف بقصد طلب الفدية، الأمر الذي تسبّب بانتشار حالة من الرعب بين الأهالي من جهة، وفرض حالة شلل بالحركة التجارية، حيث فضّل الكثير من تجار قرى ومدن الريف الحمصي إغلاق محالهم تحسباً لعمليات السطو المسلح التي انتشرت بشكل لافت في الآونة الأخيرة.
مصادر محلية من ريف حمص الشمالي أكّدت في تصريحات لـ “حلب اليوم”، تورط رؤساء المفارز الأمنية التابعين لسلطة الأسد المتواجدة في المنطقة مع أفراد العصابات التي تمتهن عمليات الخطف والسرقة، وعلى رأسهم رئيس مفرزة “الأمن العسكري” ومفرزة “الأمن السياسي” بمدينة تلبيسة، الذي يوفر الغطاء الأمني لأفراد العصابات، المتمثلة بعدم ملاحقتهم أو الاستجابة لطلبات المُعتدى عليهم، بتوقيف الفاعلين مقابل حصوله على النصيب الأكبر من العائدات المالية التي يتم استلامها من ذوي المختطفين من جهة، أو حتى تقاسم الأموال التي يتم سرقتها من جهة أخرى.
ولفتت المصادر إلى أن جميع المفارز الأمنية تتنصل من مسؤولياتها المتمثلة بحماية أمن وسلامة المدنيين وأرزاقهم من العصابات المنتشرة في الريف الحمصي بغطاء أمني من قبلهم، على الرغم من المناشدات الكثيرة التي يطلقها الأهالي بين الحين والأخر، بالوقت الذي يكتفي فيه رؤساء المفارز وعناصرهم بالسعي وراء فرض الإتاوات المالية على المدنيين، بحجّة الدراسات الأمنية ووجود طلبات لصالح أفرع المخابرات، الأمر الذي يجبرهم على الرضوخ لأطماع العناصر الذين باتوا يشكّلون عبئاً إضافياً على الأهالي.
ووثق المراسل خلال الشهر الجاري مقتل ثلاثة أشخاص من قرى ريف حمص الشمالي، الأول هو عصام دلة، وامرأة في ثرية السنيدة على يد شقيق زوجها، بالإضافة لمقتل رجل بالعقد الخامس من عمره خلال عملية سرقة داخل منزله بقرية عزّ الدين، الأمر الذي يؤكّد الوضع المترّدي على الصعيد الأمني الذي يعاني منه قاطني مناطق سيطرة سلطة الأسد.