اشتكى عشرات الأهالي ضمن أحياء مدينة حمص وريفها، من عملية توزيع مخصصات الدفعة الأولى من محروقات التدفئة التي انطلقت بداية الشهر الجاري من قبل شركة “تكامل” التابعة لحكومة سلطة الأسد، وذلك بسبب النوع المتردي “للمازوت” الذي يتم تسليمه للمستحقين من قبل أصحاب محطات الوقود في الدرجة الأولى، فضلاً عن نقص الكمية المحددة بـ 50 لتر لكل دفتر عائلة.
مراسل “حلب اليوم” في حمص قال، اليوم الاثنين، إن “المازوت” الذي يتم توزيعه على الأهالي من المفترض أن يكون من نوع “ساتكوب” من إنتاج مصفاة مدينة حمص، إلا أن الأهالي تفاجؤوا بتسليمهم “مازوت” أسود تشوبه الكثير من الشوائب من إنتاج الحراقات البدائية المتواجدة ضمن مناطق شمال شرقي سوريا، الأمر الذي شكّل موجة من الاستياء بين المستحقين، في ظلّ تعنت أصحاب ومالكي محطات الوقود من تقديم أي تبرير لعملية استبدال نوعية المازوت الموزعة عليهم.
وأشار مراسلنا إلى أن “المازوت الشرقي” الذي تم توزيعه خلال الدفعة الأولى من (مستحقات التدفئة للأهالي) يشكّل خطراً على العائلات من عدّة نواحي أبرزها، الروائح الكريهة المنبعثة منه، فضلاً عن سرعة اشتعاله ضمن المدافئ في فصل الشتاء، وذلك بسبب تواجد مواد البنزين والغاز بداخله نظراً لعدم تكريره بالشكل الصحيح واعتماد تجار شمال شرقي سوريا على الحراقات البدائية، ناهيك عن عملية تجمّد “المازوت” مع حلول برد فصل الشتاء داخل البراميل التي يتم العمل على تخزينه بداخله، تبعاً لمراسلنا.
وبحسب مصادر مقرّبة من أصحاب ومالكي محطات الوقود والصهاريج المسؤولة عن توزيع المخصصات ضمن أحياء المدينة وريفها، فإن عملية تبديل نوع “المازوت” الذي يتم توزيعه على الأهالي على مرأى دوريات الأمن التي تتواجد ضمن الكازيات والذين لا يحركون ساكناً مقابل حصولهم على رشاوى مالية بالاتفاق مع أصحاب المحطات الذين يعملون على بيع “مازوت الساتكوب” المستبدل ضمن السوق الحرة بزيادة مقدراها 5 أضعاف عن السعر المحدّد من قبل مديرية التموين التابعة لحكومة سلطة الأسد.
وبلغ سعر ليتر “المازوت ساتكوب” ضمن السوق الحرة 12500 ليرة سورية بمعدل مليونين و750 ألف ليرة سورية ،بالوقت الذي لا يزيد سعر ليتر “المازوت الشرقي” عن مليون و800 ألف ليرة، بمعدل زيادة تقارب مليون ليرة سورية لصالح مالكي محطات الوقود عن كل برميل يتم استبداله على حساب الأهالي وتعريضهم للأمراض وخطر الاشتعال الناتج عن سوء استخراج “المازوت الشرقي”.
وأكد المراسل أن الأهالي بدأوا العمل على تجميع مؤنة فصل الشتاء من حطب التدفئة الذي شهد بدوره ارتفاعاً لافتاً خلال الموسم الحالي، إذّ سجّل سعر الطن الواحد مبلغ 2.5 مليون ليرة سورية لكل من حطب اللوز والزيتون بمعدل زيادة الضعف عن العام الماضي.
أبو خالد وهو أحد قاطني حي الشماس بمدينة حمص قال لمراسلنا، إن ارتفاع أسعار الحطب لهذا العام دفعت بالعديد من الأهالي لبدء شراء ما يلزمهم على دفعات، بسبب عدم قدرتهم على شراءها دفعة واحدة، مضيفاً أن كل تاجر يقوم بالبيع بما يتناسب مع مطامعه الشخصية في ظل عدم وجود تسعيرة رسمية من قبل حكومة سلطة الأسد، الأمر الذي جعلنا نقف وجهاً لوجه امام جشع أولئك التجار.
ولفت خلال حديثه لقيام العديد ممن تمكنوا من الحصول على مستحقاتهم من مازوت التدفئة على بيعها ضمن السوق السوداء وشراء الحطب بدلاً منها.
يُشار إلى أن وزارة النفط والثروة المعدنية بحكومة سلطة الأسد، خصصت لكل عائلة تمتلك بطاقة “تكامل” (البطاقة الذكية) كمية 100 ليتر من المازوت “المدعوم” للتدفئة بسعر 2000 ليرة للتر الواحد، إلا أن معظم المستحقين لم يتمكنوا من الحصول على مخصصاتهم الكاملة من العام الماض، حيث اكتفت شركة “تكامل” بتوزيع 50 ليتر فقط، ومازالوا ينتظرون وصول رسائل التعبئة لغاية الآن، حسبما أورد مراسلنا.