أصدّرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريراً، اليوم الثلاثاء، رصدت من خلاله أبرز الانتهاكات على يد من وصفتهم بـ “أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا”، وذلك خلال شهر آب الماضي.
ووثق التقرير، مقتل 97 مدنياً، بينهم 22 طفلاً و3 سيدات (أنثى بالغة)، النسبة الأكبر منهم على يد جهات أخرى، مشيراً إلى أن من بين الضحايا 1 من الكوادر الإعلامية، إضافة إلى مقتل 10 أشخاص بسبب التعذيب.
وبحسب التقرير، فإنّ ما لا يقل عن 223 حالة اعتقال تعسفي/ احتجاز بينها 14 طفلاً، و17 سيدة قد تم تسجيلها على يد من وصفهم بـ “أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا” في آب الماضي، حيث كانت النسبة الأكبر منها على يد قوات سلطة الأسد في محافظات ريف دمشق فدمشق ثم إدلب.
ووفق التقرير، فقد شهد آب الماضي ما لا يقل عن 9 حوادث اعتداء على مراكز حيويّة مدنيّة، 7 من هذه الهجمات كانت على يد قوات سلطة الأسد، ومن بين هذه الهجمات وثق التقرير 5 حوادث اعتداء على منشآت تعليمية.
ارتفاع وتيرة القصف
التقرير سجّل ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات القصف المدفعي الذي تنفذه قوات سلطة الأسد على شمال غرب سوريا في آب، كما سجّل عمليات قصف متفرقة تركزت على قرى وبلدات جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي وسهل الغاب في ريف حماة الغربي، القريبة من خطوط التماس مع الفصائل المقاتلة.
الاحتجاجات في مناطق سلطة الأسد
التقرير رصد خروج العديد من الاحتجاجات في المناطق الخاضعة لسيطرة سلطة الأسد، والتي حمّلت الأخيرة مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وتوسعت هذه الاحتجاجات – حسب التقرير – في عدة محافظات منذ 17 آب الماضي، في حين رصد التقرير خروج مظاهرات ضمّت آلاف المواطنين في كل من محافظات درعا والسويداء، إضافةً إلى تحركات احتجاجية أخرى في كل من دمشق وريف دمشق، واللاذقية، وطرطوس، وحلب، وأشارت العديد من المظاهرات إلى مسؤولية “بشار الأسد” عن تردي الأوضاع في البلاد، وطالبت بالتغيير السياسي.
الألغام
أكّد التقرير ارتفاعاً في أعداد الضحايا المدنيين بسبب الألغام في آب الماضي، حيث بلغت 5 مدنيين بينهم 4 أطفال إثر انفجار ألغام أرضية، لتصبح حصيلة الضحايا بسبب الألغام منذ بداية عام 2023، 96 مدنياً بينهم 24 طفلاً و8 سيدات.
النازحون في شمال غرب سوريا
التقرير لفت إلى استمرار معاناة النازحين في شمال غربي سوريا على الصعيدين المعيشي والإنساني، والتي ازدادت حدّتها مع توقف دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى” الحدودي إلى المنطقة منذ 10 تموز الماضي.
وأدّى ذلك وفق التقرير إلى وصول الاحتياجات الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة، بالإضافة للارتفاع المستمر في الأسعار وخصوصاً المواد الغذائية، وانتشار البطالة ضمن المخيمات وانعدام القدرة الشرائية.
كما زاد معاناة المدنيين ضمن المخيمات ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، والذي تسبب في ازدياد الحرائق.
وطالب التّقرير مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرار رقم “2254”، مشدّداً على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم روسيا بعد أن ثبت تورطها في ارتكاب جرائم حرب.
وفي ختام التقرير، أكّدت “الشبكة السورية” على ضرورة توقف سلطة الأسد عن عمليات القصف العشوائي واستهداف المناطق السكنية والمستشفيات والمدارس والأسواق واستخدام الذخائر المحرمة والبراميل المتفجرة، والامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي والقانون العرفي الإنساني.