تزداد حدة اﻷزمة اﻹنسانية في شمال غربي سوريا بشكل تدريجي جراء التراجع الكبير في الدعم اﻹنساني المقدم للمنطقة، عقب توقف معبر باب الهوى اﻹنساني، وهو ما يُرجح أن تظهر نتائجه بشكل أكبر خلال الفترة القريبة القادمة، وفقاً لمنظمات عاملة بالمنطقة.
وقال فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان نشره اليوم الاثنين إن حركة المعبر الحدودي مع تركيا شمال إدلب لا تزال متوقفة بشكل كامل أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى الداخل السوري، بينما يشهد معبر باب السلامة شمال حلب حركة ضعيفة جداً أمام دخول المساعدات الإنسانية بالتزامن مع ذلك، وعلى الرغم من الاستثناء المعمول به حتى منتصف تشرين الأول المقبل.
كما يشهد معبر الراعي توقفاً نهائياً لدخول المساعدات على الرغم من شموله بالاستثناء السابق، عقب تصريحات بدت إيجابية من مسؤولي اﻷمم المتحدة.
وكان نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قد أعلن منذ نحو أسبوعين دخول المساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي خلال “أسبوع واحد” اﻷمر الذي “يثبت عدم جدية الجميع في تحمل مسؤولياتهم أمام السوريين في شمال غرب سوريا وضمن المخيمات” بحسب البيان.
ورصد فريق “منسقو استجابة سوريا” تطورات سلبية عدة خلال الأسبوعين الأخيرين، تمثلت في التوقف الكامل لبرنامج الأمن الغذائي للنازحين، حيث “اضطرت آلاف العائلات لتخفيض عدد الوجبات اليومية إلى وجبة واحد فقط يومياً”، مع “انقطاع مادة الخبز عن المخيمات، بينما يضطر النازحون إلى حذف الوجبات الغذائية المعتادة لتأمين كفاية الخبز اليومية من الشراء”.
كما أكد البيان على “التراجع الملحوظ لكمية المياه في المخيمات، بالتزامن مع زيادة الحاجة بشكل أكبر للمياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتسجيل زيادة واضحة في أعداد المصابين بالأمراض الجلدية داخل المخيمات نتيجة نقص المياه”.
وتوقف الدعم مؤخراً العديد من المشافي والنقاط الطبية المنتشرة في شمال غرب سوريا، مع انخفاض كمية المستهلكات الطبية فيها، “الأمر الذي زاد من الأعباء على المشافي للعمل وفق الطاقة المحددة”.
ويضاف إلى ما سبق ارتفاع أسعار المواد والسلع الغذائية الأساسية في الأسواق المحلية، بالتزامن مع توقف المساعدات، “مما سبب ضغطاً إضافياً على العائلات لتأمين الاحتياج اليومي من الغذاء”، بينما “يدخل مجلس الأمن الدولي في حالة غيبوبة كاملة حول الأوضاع الإنسانية في شمال غرب سوريا”.
وأشار الفريق إلى “صمت مريب من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة حول التجاهل الحالي لما تمر به المنطقة” مع الصعوبات التي يعاني منها المدنيون، مطالباً بإيجاد حل عاجل لموضوع المساعدات الإنسانية.