سلّط تقرير الضوء على حالة الجمود التي تعيشها سوريا منذ مدة، بسبب تعنّت سلطة اﻷسد، وغياب الحلول السياسية، وهو ما يؤكد فشل المسعى العربي في التطبيع.
وقال موقع “ميدل إيست أون لاين” إن اﻷسد “يعيش في عالم خاص به”، فبعد مرور ما يزيد على اثني عشر عاماً من اندلاع الثورة الشعبيّة في كلّ أنحاء سوريا، لا يزال الوضع في هذا البلد على حاله، و”كلّ شيء يراوح مكانه على الرغم من كلّ التغييرات التي حصلت على الأرض”.
وأرجع التقرير السبب إلى عجز سلطة اﻷسد عن الدخول في حل سياسي وإيمانها بأن في استطاعتها الانتصار على الشعب السوري وإخضاعه نهائياً، بمشاركة إيران وميليشياتها، وعبر تغيير التركيبة الديموغرافية للبلد، أي يظلّ “جعل المجتمع السوري اكثر تجانساً”، كما قال اﻷسد سابقاً.
وما يزال اﻷخير يصرّ على رفض أي حل سياسي في سوريا يشمل عودة اللاجئين من لبنان، وغيره، وبحسب “ميدل إيست” فإن ذلك يُفسّر برغبة النظام القائم في التخلّص من الأكثريّة السنّية في هذا البلد أو تقليص حجمها قدر المستطاع وبكلّ الوسائل المتاحة.
وتنظر الدول العربية بعين القلق من وقوع سلطة اﻷسد تحت الهيمنة الإيرانية وتحول سوريا إلى مصنع كبير للمخدرات وتهريبها إلى دول الخليج العربي وأوروبا، فضلاً عن تهريب أسلحة إلى داخل الأردن نفسه وعبر أراضيه، وهو ما دفع تلك الدول بـ”حسن نيّة” لقبول عودة الأسد للجامعة، من أجل حلحلة الوضع القائم.
ويضيف التقرير أن اﻷسد لا يزال “يرفض، إلى اشعار آخر، القيام بأي خطوة في اتجاه وضع حدّ للحرب التي يشنّها على الشعب السوري”، فهو يعتبر أنّ انتصاره في هذه الحرب مسألة حياة أو موت بالنسبة إليه، و”يؤكّد ذلك الشعار الذي رفعه منذ قامت الثورة وهو شعار ‘الأسد أو نحرق البلد’ “.
وبعد مرور شهر على انعقاد القمّة العربيّة، يرفض اﻷسد التعاطي مع الواقع، ﻷن “لديه تفسيره الخاص الذي يقوم على أنّ العرب رضخوا أخيرا لإرادته وكأنّهم لا يعرفون شيئاً عن العلاقة العضوية بينه وبين إيران”.
وأكد التقرير أن اﻷسد “يراهن حالياً على أنّه سيكون جزءاً من صفقة تُطبخ بين إيران وأميركا، ويظنّ أنّه سيخرج بحصة تصبّ في مصلحته من هذه الصفقة التي ستعني، بين ما ستعنيه، حصول طهران على مليارات الدولارات من حسابات مجمّدة بموجب عقوبات أميركيّة”.
وأضاف أن اﻷسد “ليس عاجزاً عن فهم ما يدور في المنطقة والعالم فحسب، بل هو عاجز أيضا عن فهم أيّ موقف يصدر عن أوروبا أيضاً، فقد أكد جوزيف بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي أخيراً أن عودة العلاقات مع سوريا دون إحراز تقدم في العملية السياسية ليس خياراً مطروحاً” أمام الاتحاد الأوروبي.
وشدّد الموقع على ما وضفها بـ”الرسالة الأوروبيّة الواضحة”، وهي “رسالة أميركيّة أيضاً”، تدل على أنه لا إعادة لإعمار لسوريا من دون قبول اﻷسد بالحل السياسي، و”نظراً إلى أنه لا يستطيع ذلك، فلا عادة إعمار لسوريا في المدى المنظور”.
وكان وزير خارجية اﻷسد قد طالب العرب بتمويل إعادة إعمار سوريا تحت حكمه، بدعوى تمكين اللاجئين من العودة، وهو ما لم تردّ عليه رسمياً أية دولة عربية.