طالبت منظمتا “أطباء بلا حدود” و”أنقذوا الطفولة” البريطانية في بيانين منفصلين، أمس الأربعاء، باستمرار تدفق المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى مناطق شمال غربي سوريا، وذلك لضمان حياة الملايين.
وبحسب بيان “أطباء بلا حدود”، فإن من شأن عدم تجديد القرار رقم “2672” المتعلّق بنقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا، أن يقوّض قدرة “أطباء بلا حدود” والمنظمات الأخرى على توفير المساعدات، ما يُسبب تدهور الصحة الجسدية والنفسية للسكان.
ودعا البيان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تجديد القرار، مؤكداً أنه من الضروري ضمان تعزيز الوصول الإنساني إلى السكان في شمال غربي سوريا، بجميع السبل المتاحة ونقاط العبور المتوفرة وتوسيع نطاقه والحرص على استدامته بشكل يكفل وصول المساعدات المنقذة للحياة من دون انقطاع.
وقال رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في سوريا، “سيباستيان غاي”، “يُشكّل تصويت العاشر من تموز محطة مفصليّة لشمال غرب سوريا. ومن المحبط أن نرى قدرة السكان الملحة على الوصول إلى المساعدة الإنسانية مرهونةً بمفاوضات سياسية. فعدم ضمان استدامة آليات نقل المساعدات بمختلف السبل يضع حياة الناس وصحتهم تحت وطأة الخطر”.
وأضاف “غاي”: “لم تصل أي مساعدة إنسانية دولية إضافية إلى شمال غرب سوريا خلال ثلاثة أيام من وقوع الزلزال، ما ترك السكان من دون مأوى أو رعاية صحية ملائمة في درجات حرارة شديدة الانخفاض. وأبرز التأخر في وصول المساعدات المنقذة للحياة العزلة التي تطال منطقة شمال غرب سوريا”.
المنظمة أشارت إلى أن إصدار قرارات سارية لمدة ستة أشهر فقط لإيصال المساعدات عبر الحدود يصعّب استعداد الجهات الفاعلة المحلية والدولية لحالات الطوارئ، ويحول دون تنفيذ مشاريع مستدامة وطويلة الأجل، علماً أن دورات التمويل تستند إلى هذه الآلية.
وشدّدت على أنه من الضروري أن يبقى معبرا “باب السلامة” و”الراعي” مفتوحين لعبور القافلات الإنسانية، لافتاً إلى أن هذين المعبرين غير مشمولين بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، “لكن لا يجب لتمديد فتح هذين المعبرين أن يُستخدم ضمن الحجج ضد تجديد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إذ أن باب الهوى لا يزال المعبر الأعلى موثوقية وفعالية من حيث التكلفة والأكثر استخداماً”.
يجب إبقاء معبر “باب الهوى” مفتوحاً
وفي السياق، دعت منظمة “أنقذوا الطفولة” مجلس الأمن الدولي إلى ضمان إبقاء معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا مفتوحاً أمام دخول المساعدات الإنسانية لمدة 12 شهراً على الأقل، حتى تتمكن المساعدات المنقذة للحياة من الوصول إلى 4.1 مليون شخص محتاج.
مديرة الإعلام والاتصالات في سوريا بالمنظمة “كاثرين أخيل”، قالت إن “ما يحتاجه الأطفال في سوريا، هو المزيد من فرص الحصول على المساعدات، وليس أقل”.
وأضافت: “معبر باب الهوى الذي يوفر وصول المساعدات للأمم المتحدة على وجه التحديد هو شريان الحياة “.
ولفتت إلى أن الأطفال يشكلون 58% من السكان الذين يعيشون في المخيمات والملاجئ للنازحين يعانون أكثر من غيرهم و يعتمد 71 ألف طفل على برامج التغذية الممولة من الأمم المتحدة من أجل بقائهم على قيد الحياة.
في 10 يناير/ كانون الثاني الماضي، وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على تمديد الآلية لمدة 6 أشهر، وقبلها في 12 يوليو/ تموز 2022 جرى تمديدها لفتة مماثلة، وفي المرتين أجبرت ضغوط روسية المجلس على التمديد لمدة 6 أشهر بدلا من سنة كما كان في المرات السابقة.
وكان مجلس الأمن قد وافق في 10 كانون الثاني الماضي، بالإجماع على تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود لمدة ستة أشهر، ومن المنتظر أن يصوّت المجلس يوم الأحد القادم 9 من تموز الحالي على تمديد الآلية.