أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” اﻷمريكية أن النزاع بين مجموعة “فاغنر” والقوات الروسية بدأ منذ عدة سنوات، في حادثة جرت شرقي سوريا، سقط فيها المئات من المرتزقة.
وكانت “فاغنر” قد شنّت هجوماً على منطقة في شرقي سوريا، بالقرب من حقول نفطية تديرها شركة “كونوكو” الأميركية بمحافظة دير الزور، في فبراير من عام 2018، وبمجرد تعرض القوات الأميركية للقصف، وضع البنتاغون وزير الدفاع الروسي في الصورة.
وفي إفادة أمام الكونغرس، قال وزير الدفاع الأميركي آنذاك، جيم ماتيس، إن الروس نفوا علاقتهم بمجموعة فاغنر التي قصفت القوات الأميركية، وحينها، أمر ماتيس القوات الأميركية بضرب المرتزقة، وفي غضون ساعات، قُتل وأصيب المئات منهم في غارات أميركية شملت مروحيات هجومية وطائرات بدون طيار وطائرة حربية من طراز “AC-130” وصواريخ “هيمارس”، فيما ظلت موسكو صامتة، بحسب الصحيفة.
ووفقا لكتاب مذكرات اكيريل رومانوفسكي، مراسل الحرب لوكالة الأنباء الفدرالية الروسي (ريا-فان)، والذي تابع أنشطة “فاغنر” حول العالم وتوفي بسبب السرطان في يناير الماضي، كان رجال “فاغنر” مطمئنين بأنهم سيحصلون على الحماية بالطائرات والدفاعات الجوية الروسية، وكتب رومانوفسكي عن الهجوم قائلاً: “لقد تعرضنا للخيانة ببساطة، عندما بدأنا الهجوم، لم نكن نعرف أن الطائرة الوحيدة فوقنا كانت أميركية وأن رجال الدفاع الجوي كانوا جميعا يختبئون تحت تنانير الفتيات”.
ويمثل الصراع المتصاعد بين مالك شركة “فاغنر” والقيادة العسكرية العليا، أول صدع كبير في روسيا منذ بدء غزو أوكرانيا قبل أكثر من عام، ويكشف مدى ظهور الصراع علناً، خلال الأسابيع الأخيرة، وتأثيره على العمليات العسكرية، أن نكسات موسكو على خط المواجهة تضع ضغوطاً على نظام السلطة القوي الذي أنشأه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على مدى العقدين الماضيين.
وكان مؤسس مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية، يفغيني بريغوجين، حذر من تعرض روسيا لـ “ثورة” إذا ما استمرت الجهود الحربية المتعثرة في أوكرانيا، قائلاً إن القوات الروسية غير مستعدة لمقاومة نظيرتها الموالية لأوكرانيا حتى عندما تدخل الأراضي الروسية.
وأكد بريغوجن، أن أكثر من 20 ألفاً من قواته لقوا حتفهم في المعركة الطويلة للسيطرة على باخموت، مشيراً إلى مقتل حوالي 20٪ من 50 ألف روسي جندهم للقتال في الحرب المستمرة منذ 15 شهراً في المدينة الواقعة شرقي أوكرانيا.
وامتدح بريغوجين القوات الأوكرانية قائلا: “أعتقد أن الأوكرانيين اليوم هم أحد أقوى الجيوش في العالم.. إنها قوات منظمة للغاية ومدربة تدريباً عالياً وتتمتع بذكاء على مستوى عال، ويمكنها تشغيل أي منظومة عسكرية سواء سوفيتية أو تابعة للناتو بنفس النجاح”.
وانتقد بريغوجين الذي تصاعد نفوذه بشكل كبير خلال الهجوم المستمر منذ أكثر من عام، كبار المسؤولين العسكريين الروس وحملهم مسؤولية الخسائر الفادحة خلال الأسابيع الماضية ولا سيما، وزير الدفاع، سيرغي شويعو، ورئيس الأركان العامة للجيش، وفاليري غيراسيموف.
يذكر أن مجموعة “فاغنر” تأسست في العام 2014، وجندت آلاف المعتقلين من أجل القتال في أوكرانيا مقابل تخفيف أحكامهم بالسجن، وقد أثبت بريغوجين حضوره بشكل قوي في الحرب على أوكرانيا، وأقرّ بخسارته لنحو 10 آلاف من بين 50 ألف سجين جنّدهم من السجون الروسية، على خط المواجهة في معركة باخموت الدامية.