أكّدت السلطات اليونانية أن نحو 120 سورياً كانوا بين ضحايا حادثة غرق المهاجرين التي وقعت يوم اﻷربعاء الفائت، قبالة السواحل اليونانية، حيث تحطّم قارب صيد كان يقلّ مئات الأشخاص، منهم فلسطينيون ومصريون وباكستانيون وغيرهم.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشطين وسكان سوريين، أن غالبية الركاب السوريين ينحدرون من جنوب البلاد، وخصوصاً محافظة درعا.
وتتضارب الأنباء حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى انقلاب القارب قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، حيث عثرت فرق البحث على نحو 78 جثة حتى أمس، فيما “تتضاءل آمال العثور على ناجين دقيقةً تلو الأخرى” وفق الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في اليونان “ستيلا نانو”.
وبحسب حصيلة رسمية فقد تمّ إنقاذ 104 أشخاص نقلوا إلى ميناء كالاماتا في جنوب اليونان، وما زال 27 شخصاً في المستشفى، وأكدت نانو أن “الصور التي نشرتها السلطات وبعض شهادات الناجين، توضح أن مئات الأشخاص كانوا على متن السفينة”.
واستمرت أعمال البحث طوال ليل الخميس – الجمعة في منطقة غرق المهاجرين، بحسب خفر السواحل، وقالت متحدثة باسم الخفر: “حالياً تشارك فرقاطة وطائرة مروحية تابعتان للقوات البحرية وثلاثة قوارب في أعمال البحث في الموقع”.
توقيف مشتبه بهم
أوقفت الشرطة اليونانية تسعة مصريين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً، وقالت إنها يشتبه بأنهم مهربون، بحسب ما نقلته الوكالة عن “مصدر قضائي”.
وأوضح المصدر أن الموقوفين كانوا من بين الناجين، واقتيدوا للمثول أمام المدعي العام في “كالاماتا” أمس الجمعة، على أن يمثلوا أمام قاضي التحقيق الاثنين المقبل، بتهمة “الإتجار بالبشر”.
وبحسب المعلومات فإن مركب الصيد غادر مصر فارغاً قبل أن يستقله مهاجرون في مدينة طبرق الساحلية في شرق ليبيا، وكان متجهاً إلى إيطاليا، وقال الناجون الذين تحدثوا إلى السلطات اليونانية إن كل واحد منهم دفع 4500 دولار أمريكيّ.
وتشير روايات الشهود حول غرق المهاجرين إلى أن ما بين 400 و750 شخصا كانوا مُكدسين على متن قارب الصيد الذي يتراوح طوله ما بين 20 و30 متراً، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء.
اﻷمم المتحدة تدعو ﻹجراءات حاسمة
بدورها طالبت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، باتخاذ خطوات عاجلة، في بيان مشترك صدر عن المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقال البيان إن “هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لمنع المزيد من الوفيات في البحر، لا سيما بعد كارثة قارب مهاجرين قبالة اليونان”.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد وصفت حادثة غرق المهاجرين بأنها “إحدى أسوأ المآسي في المتوسط خلال عقد”، فيما أعلنت السلطات اليونانية، يوم الخميس، الحداد ثلاثة أيام على ضحايا الحادث.