واصلت المقاتلات الإسرائيلية غاراتها الجوية مؤخراً على مواقع عسكرية تابعة لقوات سلطة الأسد والميليشيات الإيرانية، وذلك بعد عودة سلطة الأسد إلى الجامعة العربية.
وقالت مديرة برنامج أبحاث سوريا في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، “كارميت فالنسي” في مقابلة مع وكالة “الأناضول” التركية، اليوم الأربعاء، إنه “بشكل عام ننظر إلى عودة سوريا الى الجامعة العربية على أنها تحمل في طياتها بعض التأثيرات السلبية لإسرائيل”.
وأضاف “فالنسي”: “لأن الطريقة التي ننظر فيها إلى الأمور هي أن بشار الأسد قد مُنح هدية مجانية بدون أن يعطي أي شيء بالمقابل”.
“بشار الأسد” حصل على الاعتراف الجديد بمنصبه وعودة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات، بعد عودة إلى الجامعة العربية، بحسب ما أوضحته “فالنسي” التي تابعت بالقول: “وربما حتى بعض التمويل الاقتصادي بحيث تستثمر الدول العربية مليارات الدولارات في عملية إعادة الإعمار في سوريا وربما حتى الضغط على الولايات المتحدة وأوروبا لرفع العقوبات عن الأسد”.
ولفتت إلى أن العرب “طلبوا بالمقابل من الأسد الالتزام ببعض القضايا بما فيها استئناف الحوار مع المعارضة والعودة الآمنة للاجئين وربما حتى تخفيض التواجد الإيراني”.
ووفقاً لـ “فالنسي”، فإنه “كان هذا هو الإعلان العربي ولكن في حقيقة الأمر لم نشاهد أي بيان أو التزام من جانب الأسد باستعداده للقيام بهذه التنازلات”.
ومضت قائلةً: “ما نراه هو أن الأسد يُمنح هدية مجانية بدون أي شيء بالمقابل وهذا أمر إشكالي بالنسبة لنا لأن الأسد يكسب المزيد من الثقة بالنفس والقوة والاعتراف ولكن في نفس الوقت ما زلنا نرى التواجد الإيراني على الأرض وهو ما يشكل تهديدا أمنيا لإسرائيل”.
واستطردت بالقول: “إيران تواصل التموضع العسكري في سوريا وتواصل التسلح ونقل السلاح من خلال سوريا إلى حزب الله في سوريا ولبنان والأسد لم يفرض أي قيود على هذه النشاطات حتى بعد حصوله مجددا على الاعتراف الإقليمي العربي”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي “يوآف غالانت”، قد قال في 22 من أيار الماضي، إن عودة “بشار الأسد” إلى جامعة الدول العربية لن تمنح وكلاء إيران في سوريا أي حصانة، حسبما نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
وقررت جامعة الدول العربية في 7 من الشهر الماضي، استئناف مشاركة سلطة اﻷسد في اجتماعاتها بعد أكثر من 11 عاماً على تعليق أنشطتها، وذلك بعد اجتماع استثنائي لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية.