أجرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مباحثات مع نظيرها السعودي، فيصل بن فرحان، ضمن أول جولة خليجية لها منذ تسلمها منصبها، حيث حذرت في ختامها من “التطبيع غير المشروط” مع الأسد، وذلك في لقاء جرى أمس اﻹثنين بمدينة جدة على ساحل البحر الأحمر.
وكانت بيربوك قد وصلت في وقت سابق من يوم اﻷحد، في زيارة رسمية للمملكة تنتهي اليوم، حيث من المقرر أن تغادر بعدها إلى قطر، وذلك في استباق لقمة جامعة الدول العربية المقرر انعقادها يوم الجمعة المقبل في جدة.
ومن المتوقع أن يحضر الأسد إلى القمة بعد دعوة سعودية، وموافقة من قبل كافة الدول العربية اﻷعضاء بالجامعة.
ونقل التلفزيون اﻷلماني عن وكالة (د ب أ) أن الوزيرة دعت إلى اقتران “كل خطوة نحو الأسد، بتنازلات ملموسة” من قبله، كما ناقشت ملف تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران.
وشاركت الخارجية اﻷلمانية أمس في اجتماع جرى عبر تطبيق “زوم” في اجتماع لـ”أصدقاء سوريا”، طالبت خلاله المعارضة السورية بمحاسبة اﻷسد والامتناع عن التطبيع معه، وهو ما أيداه ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وقالت بيربوك قبل توجهها إلى جدة: “رهان الرياض الآن على المحادثات مع الحوثيين في اليمن تعتبر أول خطوة صحيحة”، مضيفةً بالقول: “في منطقة أصبحت فيها التوترات مهددة بالانفجار في أي وقت ويقتنع فيها كثيرون بإمكانية حل النزاعات بالوسائل العسكرية، يهمنا نحن الأوروبيون إنشاء قنوات موثوقة مع شركائنا في الخليج”.
كما تحدثت عن “تدعيم الشركاء في التزامهم بالاستقرار والأمن في المنطقة”، مشيرة إلى أن “أصوات السعودية وقطر تتمتع بثقل هائل في الأزمات الحالية فيها”، وأن “منطقة الخليج مركز جيوسياسي بين آسيا وأفريقيا وأوروبا ويمتد نفوذها لأبعد من شبه الجزيرة العربية”.
وأثنت على ما أسمته “انفتاح المجتمع” في السعودية، معتبرةً أنه “أثار الحماس في الكثير من الشباب في البلد”، حيث تمت مناقشة ملف “حقوق اﻹنسان”، بحسب تعبير الخارجية اﻷلمانية.
يُذكر أن قطر أكدت بعد موافقتها على عودة اﻷسد للجامعة العربية، أنها ما تزال ترفض التطبيع معه، مشترطةً التقدم في ملفات الحل السياسي واللاجئين والمعتقلين.