أعلنت كل من المملكة العربية السعودية وسلطة اﻷسد، عن إعادة افتتاح السفارات وتبادل السفراء، بعد قطيعة في العلاقات الدبلوماسية استمرت لأكثر من عشرة أعوام.
وقالت وكالة أنباء سلطة الأسد “سانا” في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء إن بعثة اﻷسد الدبلوماسية ستستكمل عملها في السعودية، بينما أعلنت وزارة الخارجية السعودية بشكل متزامن عن استئناف عمل بعثتها في دمشق.
ويأتي ذلك بعد يومين من إعادة سلطة اﻷسد إلى صفوف جامعة الدول العربية، حيث جرى يوم الأحد الماضي اجتماع خاص بهذا الشأن للدول اﻷعضاء.
من جانبها كشفت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصادرها الخاصة أن القادة العرب يطلبون ثمناً للتطبيع، لا سيما وقف إنتاج وتهريب مخدر “الكبتاجون” الذي يغزو أنحاء المنطقة.
وإلى جانب عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من سوريا، أصبحت تجارة “الكبتاجون” مصدر قلق كبير للزعماء العرب، فيما تنفي سلطة اﻷسد تورطها في أي دور في هذه التجارة.
وتؤكد المصادر أن اﻷخيرة “تسعى لاستخدام هذه القضية كورقة ضغط”، حيث قال وزير خارجية اﻷسد “فيصل المقداد” لنظرائه العرب في اجتماع عقد في أول مايو أيار إن التقدم في كبح تجارة “الكبتاجون” يعتمد على الضغط العربي على الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات.
وذكرت “ثلاثة مصادر مطلعة على الاجتماع” أن “المقداد” ربط بين عودة اللاجئين والحصول على التمويل لإعادة الإعمار، حيث أن الاجتماع في الأردن كان “محتدماً إلى حد بعيد” وأن الوزراء العرب شعروا بالانزعاج بسبب لهجته.
وأكدت “مصادر محلية ومخابراتية” أن الأردن هو من نفذ الضربات الجوية في سوريا يوم الاثنين، والتي أسفرت عن مقتل مهرب مخدرات سوري، وأصابت مصنعاً مرتبطاً بـ”حزب الله”، فيما قال مسؤول أردني كبير إن الأردن أبلغ اﻷسد بأنه يعتبر المخدرات تهديداً لأمنه القومي.
وقال المسؤول إن “الضغط على الحدود هائل وهذه ليست عصابات”، معرباً عن اعتقاده بأنها جماعات تحظى بدعم من إيران وتتحصن داخل الدولة.
وأوضح “مصدر إقليمي مقرب من دمشق”، و”مصدر سوري مقرب من الخليج على دراية بالاتصالات” أن السعودية “اقترحت تعويض الأسد عن خسارة التجارة في حال توقفها”، و”عرضت عليه أربعة مليارات دولار، بناءً على تقديراتها لقيمة التجارة”.
وبيّن أن الاقتراح قدمه وزير الخارجية السعودي الأمير “فيصل بن فرحان” في أثناء زيارته لدمشق، حيث أن الأموال ستُقدم على أنها مساعدات زراعية.