تتغيّر معالم مدينة إدلب في شمال غربي البلاد بخطوات متسارعة، حيث يجري باستمرار افتتاح مشاريع خاصة وعامة ومطاعم، مع إعادة تأهيل للعديد من الحدائق التي كانت مُهملة منذ سيطرة سلطة اﻷسد على المدينة.
وبالرغم من التطورات الحاصلة إلا أن عدداً من سُكان إدلب يبدون استياءهم من سلسلة الإجراءات والتغييرات التي قامت بها “حكومة الإنقاذ” في الفترة الأخيرة، وسط اتهامات بتسليم المشاريع لمقرّبين منها.
ويقول سكان محليون إن استثمار القطاعات العامة، يجري دون طرح مناقصات عامة أو إعلانات، وإنهم سيضطرون مستقبلاً لدفع مبالغ مالية مقابل الخدمات التي يحصلون عليها بالمجان في الوقت الحالي.
وأكّد مراسل “حلب اليوم” أن مستثمرين باشروا بأعمال البناء والتعديل على الحدائق الرئيسية داخل المدينة، وتحديداً الحديقة “المثلثية”، على أطراف حي “الضبيط”، إضافةً لحديقة “المشتل” القريبة منها والتي كانت مخصصة للعائلات.
وفي تعليقه على ماسبق قال المهندس “محمد سالم” مدير مكتب العلاقات العامة في “مؤسسة البيئة النظيفة” E-clean، إن “الإشغال المؤقت هو دون 19% من المساحة وفق قانون نظام العمران”.
كما أشار “سالم” إلى “مجانية الدخول للحدائق” بشكل عام، و”العناية بالمساحات الخضراء وبالألعاب العامة”، معتبراً أن “البدل المالي للحديقة المثلثية رمزي”.
وأضاف أن “شرط العقد هو إشغال جزء من الحديقة (أقل من 19% من المساحة) مقابل تأهيلها بالكامل للصالح العام”، مضيفاً: “ليست كل الحدائق مشغولة”.
إقرأ المزيد: عقوبات أمريكية ضدّ شخصين من “هيئة تحرير الشام” و”كتيبة التوحيد والجهاد”
من جانبه قال الشاب “محمد اليوسف” حول رأيه بخطوة “حكومة الإنقاذ” إنّه يرتادُ الحديقة يوميّاً لقُربها من منزله، ولكونها المُتنفّس الوحيد له.
وعن أسباب اعتراضه على ما يجري أوضح قائلاً: “أرفض رفضاً قاطعاً ما يتم الحديث عنه من استثمار وغيره، لأن الحديقة ملك لي ولأهالي الحي”.
وأوضح الشاب أن الحدبقة هي المساحة الوحيدة التي يستطيع الخروج إليها، مضيفاً: “في حال أصبحت غير مجانية سنحرم منها بشكل كامل.. أنا نازح ولا يتوفر لدي المال، وبالتالي لن أستطيع الدخول إليها”.
وذكر “سالم” وهو أيضاً المسؤول عن الحدائق العامة في حكومة “الإنقاذ”، أن النسبة المذكورة للحديقة من حيث بداية الإشغال محددة “وفق شروط بيئية وليست تجارية”.
ولفت إلى “إضافة الشجر والنباتات التي ستؤمن المساحات الخضراء”، مضيفاً أن عددها يتجاوز 300 شجرة ونبتة، “من أجل زيادة الجمالية والتغطية الخضراء بعد استنزافها من المراحل السابقة”.
وأضاف أن مساحة الإشغال الحالية بالمسقفات المؤقتة لا تتعدى 16٪ و”الباقي هو للعموم” وأن “تفعيل الحديقة بشكل أفضل سيكون متنفساً للناس، لأن مدينة إدلب اليوم فيها زحام يحتاج حدائق مؤهلةً لاستيعاب ذلك”.
يُشار إلى أن عمليات إعادة التأهيل الواسعة حرمت عدداً كبيراً من أصحاب “البراكيات” من ممارسة أعمالهم بعد إزالتها، من على اﻷرصفة، في معظم أنحاء المدينة.