خليل السامح – حلب اليوم
يصادف اليوم الثاني من أيار 2023 الذكرى العاشرة لمجزرة بلدة البيضا في ريف بانياس على الساحل السوري التي ارتكبتها مجموعات تابعة لقوات سلطة الأسد، وراح ضحيتها مئات المدنيين.
وفي الثاني من أيار 2013، اقتحمت مجموعات تابعة لقوات سلطة الأسد قرية البيضا بريف بانياس، وقتلت 264 مدنياً بينهم 36 طفلاً و28 امرأة، إضافةً إلى عشرات المفقودين، وغير هم من المعتقلين، وفق إحصائيات “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
تفاصيل مروعة
مصدر خاص قال لـ “حلب اليوم”، إن مجموعات تابعة لقوات سلطة الأسد قامت بالتمثيل بالجثث، وإلقاء الأطفال الرضع بعد نحرهم وطعنهم إلى جانب حاويات القمامة، وذلك بقيادة “معراج أورال”، أحد قادة الميليشيات المساندة لقوات سلطة الأسد.
وأوضح المصدر، أنه بعد ارتكاب المجزرة في البيضا ببانياس من قبل قوات سلطة الأسد، أقدمت الأخيرة على جمع عشرات الجثث، وإشعال النار فيها أمام أعين ذوي الجثث، إضافة إلى الإعدامات الجماعية، وإحراق المنازل والسيارات.
كما وجهّت قوات سلطة الأسد حينها الشتائم والإهانات لبعض العائلات خاصةً التي انخرطت في صفوف الثورة السورية، إلى جانب الركلات والضربات لمدة نحو ساعة، قبل تنفيذ عملية الإعدام، وفقاً لما أكده المصدر.
وبحسب المصدر ذاته، فإن بعض الأهالي استطاعوا الهرب من بلدة البيضا، ليتفاجؤوا عند عودتهم بعد أسبوع باحتراق منازلهم وأراضيهم الزراعية، ونهب ممتلكاتهم على يد قوات سلطة الأسد، مؤكداً أن هذه المجزرة لا تزال حاضرة في أذهان أهالي البلدة والسوريين أجمع.
أما وسائل إعلام سلطة الأسد، سارعت بعد ارتكاب المجزرة عام 2013 لتسليط الضوء على الحادثة، حيث نشرت صوراً لمن أسمتهم بـ “الإرهابيين”، معلنةً ما وصفته بـ “تطهير” قوات سلطة الأسد المنطقة منهم، وإعادة بلدة البيضا بريف بانياس إلى “آمنة” كما كانت.
“لم يبق أحد”
وعقب المجزرة، أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريراً حمّل عنوان “لم يبق أحد”، حيث قالت إن بعض عمليات الإعدام تمت داخل منازل الأهالي، ووقع بعضها الآخر أمام أحد المباني أو في الساحة الرئيسية للبلدة. وتم الإبقاء على حياة عدد من السيدات والأطفال، لكن غيرهم لم ينج.
ووثقت المنظمة إعدام ما لا يقل عن 23 سيدة و14 طفلاً، بينهم بعض الرضع، مشيرةً إلى أنه في حالات كثيرة كانت قوات سلطة الأسد لها تحرق جثث من أردتهم بالرصاص.
وأضافت: “وفي حالة تتسم بوحشية بالغة، قامت قوات الأمن بتكديس ما لا يقل عن 25 جثة في أحد متاجر الهواتف الخلوية بساحة البلدة، وأشعلت فيها النيران”.
مطالبات دون استجابة
الائتلاف الوطني السوري أصدر بياناً في الذكرى الثامنة للمجزرة حيث رأى أن “هذه المجزرة مع سلسلة من المجازر التي ارتكبت في تلك الفترة، منها 20 مجزرة ارتكبت بالسكاكين توضع أمام قادة العالم وزعمائه ومؤسساته لتحمل مسؤولياتهم، كما توضع أمام أي أطراف تسعى لتعويم النظام وإعادة تدويره بأي شكل”.
وحث على أن تأخذ جهود وقف الإجرام وملاحقة ومحاسبة المجرمين، إطاراً دولياً وعاجلاً، خاصة وأن ملايين الوثائق والشهادات والأدلة والتقارير تجمع على مسؤولية النظام عن آلاف الجرائم التي وقعت في سورية طوال عشر سنوات.
وطالب البيان وسائل الإعلام العربية والعالمية والنشطاء بتحريك هذا الملف وإلقاء الأضواء باستمرار على جرائم النظام، وتبيان عجز النظام العالمي عن أي رد فعل أمام سجل رهيب من الإجرام والإرهاب الذي مارسه النظام طوال عشر سنوات.
وتتبع قرية البيضا منطقة بانياس الواقعة شمالي محافظة طرطوس، وتطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وكانت القرية من أوائل المناطق التي انطلقت منها الثورة السورية بعد درعا.