دعت “اﻹدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، التابعة لقوات “سوريا الديمقراطية” سلطة اﻷسد إلى الحوار، من أجل “التوصل إلى حل سلمي وديمقراطي للأزمة” في البلاد، وذلك بناء على “الحوار بين جميع اﻷطراف”.
ويأتي ذلك بعد إرسال سلطة اﻷسد مؤشراتٍ على رغبتها في استمرار الحوار مع أنقرة لتطبيع العلاقات، فيما تطالب اﻷخيرة بتوحيد الجهود ضدّ “قسد”.
وقالت اﻹدارة، في بيان نشرته أمس الأول الثلاثاء، إن ما أسمتها “الأزمة السياسية التي أعقبت الحراك الشعبي الثوري في عام (2011)” حصلت في سوريا “نتيجة التراكمات والإقصاء والتهميش”، وهي ما تزال مستمرة بعد انقضاء أكثر من اثني عشر عاماً.
واعتبر البيان أن سلطة اﻷسد “أخفقت في القيام بدور إيجابي فعال يفضي إلى حل سياسي للأزمة السورية، فكان ينبغي عليها منذ البداية البحث عن تسوية سلميّة ودعوة كلِّ الأطراف إلى إيجاد مخرج”.
وكانت اﻹدارة و”مجلس سوريا الديمقراطية” التابع لها قد أجروا عدّة جولات من التفاوض مع سلطة اﻷسد على مدى السنوات الماضية وبوساطة روسية، فيما فشلت كافة الاجتماعات في التوصل إلى حل بسبب إصرار اﻷخيرة على تفكيك قوات “قسد” وجعلها تابعة لقوات اﻷسد.
وطالب بيان اﻹدارة سلطة اﻷسد بأن “تُظهر موقفاً مسؤولاً، وتتخذ إجراءات عاجلة تساهم في إنجاح الحل، ومن المهم جداً أن يكون لكلِّ القوى السياسية: (أحزاب – منظمات نسائية، وشبابية) بغضِّ النظر عمّا إذا كانت كبيرة أو صغيرة رأيٌ في رسم مستقبل إدارة البلاد وشكلها”.
كما أكد البيان على “وحدة الأراضي السورية وأنه لا يمكن حلُّ المشاكل التي تعيشها سوريا إلا في إطار وحدة البلاد”.
وأبدت “اﻹدارة الذاتية” استعدادها للقاء سلطة اﻷسد والحوار معها ومع جميع الأطراف السورية، “من أجل التشاور والتباحث لتقديم مبادرات وإيجاد حل للأزمة”.
ودعت إلى “حل ديمقراطي تشارك فيه جميع فئات المجتمع عبر الاعتراف بالحقوق المشروعة لسائر المكونات الإثنية (العرب، الكُرد، السريان الآشوريين…) والدينية التي تشكِّل المجتمع السوري”.
وأشار البيان إلى الثروات والموارد الاقتصادية، وضرورة “توزيعها بشكل عادل بين كل المناطق السورية”، و”مشاركة هذه الموارد من خلال الاتفاق مع سلطة اﻷسد عبر الحوار والتفاوض”.
كما دعت اﻹدارة إلى “إعادة فتح معبر اليعربية وغيره من المعابر”، وذلك “من أجل توفير الاحتياجات الأساسية للسكان والوصول بالمواد والمساعدات إلى جميع المناطق”.
وتحدثت عن استمرار جهودها “في سبيل مكافحة الإرهاب”، من أجل “ردع إرهاب تنظيم الدولة وأخواته، والقضاء على تهديداته لسوريا والمنطقة والعالم أجمع”، على حدّ وصف البيان.
يُشار إلى أن القوات الروسية في سوريا أشرفت على سلسلة اجتماعات بين سلطة اﻷسد واﻹدارة الذاتية، بالتزامن مع التهديدات التركية بانطلاق هجوم جديد، خلال الصيف الماضي، لكنّها لم تُفضِ إلى نتيجة فعلية.