عقد ممثلون عن “اﻹدارة الذاتية” التابعة لقوات “قسد” اجتماعاً جديداً مع ضباط روس في شمال شرقي البلاد، لمناقشة التطورات اﻷخيرة بالمنطقة، والتهديدات التركية المستمرة ببدء عمل عسكري، في ظل جهود المصالحة بين أنقرة ونظام اﻷسد، وفقاً لمصادر محلية.
وذكر موقع “نورث برس” المقرب من قوات “قسد” أن ممثلي المجلس التنفيذي في “الإدارة الذاتية بإقليم الفرات”، اجتمع مع وفد عسكري روسي، يوم الثلاثاء الماضي، ضمن زيارة مطوّلة لوفد عسكري روسي رفيع المستوى.
وكان وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” قد أعلن أمس أن بلاده، تتفهم مخاوف تركيا اﻷمنية بشأن الشمال السوري، في تعليقه على انتقاد نظيره التركي الذي قال إن موسكو لم تف بتعهداتها حول ملف قوات “قسد”.
وترأس الوفدَ العسكري قائدُ القوات الروسية في المنطقة العقيد “ألكسندر الوكس”، حيث تجولوا خلال الزيارة في مقبرة “الشهيدة دجلة”، ومقبرة “شهداء مجزرة كوباني” ومنطقة “المتحف”، إضافة إلى مؤسسة “عوائل الشهداء” والمجلس التنفيذي في إقليم الفرات.
وقال “محمد شاهين”، الرئيس المشارك لـ”المجلس التنفيذي في إقليم الفرات”، إنَّ الزيارة جاءت “بناءً على طلب القيادة الروسية المسؤولة عن المنطقة بهدف الاطلاع على الأوضاع فيها”.
ولم يحدد المصدر مكان اللقاء، لكن اﻷشهر الثلاثة الأخيرة شهدت عدة اجتماعات متتالية جرى معظمها في “القامشلي” بريف الحسكة.
وبحسب “شاهين” فإنَّ اللقاء “ناقش دور القوات الروسية في المنطقة”، إضافة إلى “تقييم الوضع الأمني وبعض الأوضاع الخدمية”، فيما أشار “الوكس” إلى إمكانية “تقديم دعم من قبل الحكومة الروسية للمنطقة”.
وقال “شاهين” إنَّ “القيادي الروسي تحدث عن “تحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية والاجتماعية”، وأبدى استعداده موسكو لتقديم الدعم في مجال التربوي والصحي والخدمي.
كما بحث الوفد الروسي في زيارته “الوضع الأمني والتهديدات التركية”، حيث دعت قوات “قسد” القيادة الروسية إلى “لعب دورها بشكل أكبر من أجل إيقاف الهجمات التركية والخروقات في المنطقة”.
وتحدث “شاهين” عن “تفهم الجانب الروسي لمطالبهم حول الخروقات التركية”، منوهاً بأنّ العقيد “الوكس” أبدى “استعدادهم للقيام بدوره للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة”.
وكان وزير الدفاع التركي قد بحث في لقاء موسكو، الشهرَ الماضي، إمكانية تسيير دوريات مشتركة مع الروس في الشمال السوري، إضافة إلى “الجهود المشتركة” لـ”مكافحة اﻹرهاب”.
وتسعى روسيا إلى إقناع قوات “قسد” بالتفاهم مع النظام عبر تسليمه السيطرة على منطقة شرق الفرات، مقابل الانضمام إلى قواته ضمن “مصالحات”، لتجنّب الهجوم التركي المحتمل، بحسب تقارير متقاطعة.