يُجري وزير خارجية سلطة اﻷسد جولة جديدة من الزيارات إلى الدول العربية، بينما تتسارع خطى التطبيع، وسط اعتراض من قبل خمسة دول عربية فقط، كانت قد اشترطت إجراء تغييرات حقيقية، وفقاً لتقارير متقاطعة.
ويبرز الحديث حول جدوى ومآلات التطبيع فيما لو تمّ، وكيف يمكن أن تنعكس عودة اﻷسد – المرفوضة أصلاً – إلى الجامعة العربية، وإلى أي مدى يمكن أن يمثل ذلك مكسباً حقيقياً له، أو لمواليه؟.
يقول مدير “مركز حرمون للدراسات المعاصرة”، “سمير سعيفان”، إنّ “التطبيع العربي هو مكسب سياسي معنوي مؤقت لسلطة اﻷسد وسيزول مفعوله سريعاً”.
وأضاف في حديثه لتلفزيون DW عربية أنه “لن يكون هناك أي معونات مادية للأسد، وهو ما يحتاجه نظراً لسوء الأوضاع الاقتصادية وتدهور الأحوال المعيشية في مناطق سيطرته”.
وتُجبر الولايات المتحدة الدول العربية على الالتزام بالعقوبات المفروضة على سلطة اﻷسد، بما في ذلك تجميد المبادلات التجارية معه وتجميد حساباته المصرفية لديها.
وفي حال تم رفع تلك العقوبات مع عودة اﻷسد إلى “الحضن العربي”، فإن تأثير ذلك يبقى محدوداً إذا بقي تحت تأثير العقوبات الغربية، وفقاً لـ”سعيفان”.
من جانبه استبعد الباحث الاقتصادي، “سمير العيطة” أن “تتحسن الأوضاع المعيشية للسوريين نتيجة الخطوة السياسية، وبالتالي ستعود الضغوط على السلطة من الداخل من أجل انفتاح سياسي”.
أمّا “رضوان الأطرش”، وهو معارض يعيش في إدلب، فلا يعتقد أن التطبيع سيجلب للسوريين العاديين أي شيء، معتبراً أن المسألة “سياسية بحتة”، وأن “القضاء على الفقر يعتمد على تحقيق حالة من الاستقرار الدائم، بحيث يتحول الدعم إلى مشاريع تقدم خدمات، يمكن أن توفر فرص عمل بدلاً من مجرد التركيز على المساعدات الإنسانية”.
ونقل التلفزيون عن “شخص رفض الكشف عن اسمه الحقيقي مخافة أن يتعرض لملاحقة وأذى من كونه يعيش في مناطق سيطرة اﻷسد”: “أنا سعيد حقاً بإمكانية التطبيع على الرغم من أني معارض”، مبرراً ذلك بأن التطبيع قد يتيح له إمكانية السفر.
ولا يشعر السوريون بأي أمل في تحسن اﻷوضاع الاقتصادية المأساوية، مع غياب أفق الحل السياسي، واستمرار اﻷسد في السلطة، بالرغم من أية محاولة لاستعادة العلاقات.
يقول “جوليان بارنز-ديسي” من “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية” (ECFR): “لا يسعنا إلا أن نأمل في نوع من المكاسب في ملف المعتقلين وبعض الميادين الصغيرة التي ستساعد السوريين على البقاء على قيد الحياة، وربما بعض التحسن في مستوى المعيشة والخدمات الأساسية والبنية التحتية”.
ويعتبر الخبير في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن إعادة دول عربية لعلاقاتها مع الأسد “ليست لمساعدة السوريين لمحنتهم، بل لاعتبارات أخرى جيواستراتيجية أو عودة اللاجئين ووقف تدفق الكبتاغون”.
أما الباحث في الشأن السوري “سام هيلر” فيرى أن الانفتاح على اﻷسد يعني أيضاً “المزيد من التعاون الأمني وخصوصاً في مجال مكافحة تهريب المخدرات”، أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة إلى السعودية.
وكان بيان مشترك بين سلطة اﻷسد والرياض قد صدر إثر لقاء وزير الخارجية السعودي مع “فيصل المقداد” الأربعاء وأشار إلى مسألة تهريب المخدرات صراحةً.