أعلن الجيش اﻷمريكي عن إصابات خطرة ﻷكثر من عشرين جندياً من قواته في شمال شرقي سوريا، جراء هجوم شنّته ميليشيات إيران الشهر الماضي.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط إن 23 جندياً أمريكياً في سوريا أصيبوا بصدمات دماغية خلال هجومين في مارس/ آذار نفذتهما ميليشيات تابعة لإيران.
وأضافت في بيان أمس الجمعة: “رصدنا 11 حالة جديدة لصدمات دماغية خفيفة من هجمات 23 و24 مارس في شرق سوريا… 23 من أولئك الذين أصيبوا تم تشخيص حالاتهم على أنها صدمات دماغية خفيفة، تواصل فرقنا الطبية فحص وتقييم جنودنا لرصد أي مؤشرات على الإصابة بهذه الصدمات”.
وكان نحو 25 جندياً أمريكياً قد أُصيبوا جراء ضربات على موقع أمريكي في شمال شرق سوريا، أسفرت أيضاً عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة آخر، وفقاً لبيان سابق لوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون).
وأعلنت اﻷخيرة عن مقتل ثمانية مسلحين من الميليشيات الموالية ﻹيران خلال ضربات جوية أمريكية انتقامية، فيما حذرت من تكرار الحادثة.
وبحسب “رويترز” فإنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تشخيص إصابة جنود أمريكيين في المنطقة بصدمات دماغية جراء الهجمات، حيث اُعلن عن إصابة أكثر من 100 جندي أمريكي بإصابات دماغية ناجمة عن هجوم صاروخي شنته إيران على قاعدة في العراق، عام 2020.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قد كشفت نهاية الشهر الماضي عن إعاقة الرئيس “جو بايدن” لشن ضربات انتقامية ضد ميليشيات إيران في شمال شرق سوريا، ردّاً على قصفها للقواعد الأمريكية، حيث منع “البنتاغون”، من تنفيذ ضربات واسعة واقتصر الرد على شن مقاتلتين أمريكيتين من طراز F-15 E غارات جوية على مواقع للحرس الثوري الإيراني، وهو ما ردّت عليه الميليشيات بهجوم صاروخي وضربات بطائرات مسيرة، أدت إلى إصابة أميركي آخر.
وقارنت الصحيفة بين رد “بايدن” وبين رد “ترامب” في 2019 على مقتل مقاول مدني أمريكي في العراق جراء هجوم صاروخي شنته ميليشيات إيرانية؛ حيث أمر بقتل “قاسم سليماني” قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري.
وقال مسؤولون أمريكيون إن رد الرئيس “بايدن” كان أكثر تحفظاً حتى الآن، فيما ذكر “مسؤول أمريكي كبير” أن الطائرات الحربية الأمريكية كانت مستعدة لشن جولة ثانية من الضربات الانتقامية في وقت متأخر من يوم الجمعة، لكن البيت الأبيض طلب التوقف، بينما يسعى الرئيس للتهدئة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين آخرين أن “الجيش مستعد للرد على أي تهديدات جديدة للأفراد الأمريكيين”، مع “تجنُّب تصعيد الضربات ذهاباً وإياباً” لعدم الانزلاق إلى حرب أوسع مع إيران ووكلائها.
وبرّر المسؤولون موقف واشنطن ذلك بـ”التركيز على المهمة الأوسع المتمثلة في المساعدة على اجتثاث جيوب مقاتلي تنظيم الدولة في المنطقة”، حيث يشنون هجمات خاطفة مستمرة.
وبحسب الصحيفة فقد سعى بايدن إلى تهدئة المخاوف يوم الجمعة حول احتمال خروج الضربات المتبادلة عن نطاق السيطرة، لكنّه حذر طهران أيضاً من العواقب، وقال: “لا تخطئوا، الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكننا على استعداد لأن نتصرف بقوة لحماية شعبنا، هذا بالضبط ما حدث الليلة الماضية”.
ويؤكد محللون عسكريون ومسؤولين سابقون بوزارة الدفاع أن الضربات الانتقامية “لن تردع إيران أو وكلائها”، وأن على واشنطن تصعيد ضرباتها، ويقول “مايكل مولروي”، المسؤول السابق عن سياسة الشرق الأوسط في “البنتاغون”: إن “سياسة الرد النسبي الحالية لم تضع حداً لهذه الهجمات غير المبررة.. إذا كنت ستضرب، فاضرب بقوة”.
يشار إلى أن طائرة بدون طيار انتحارية تمكنت من ضرب قاعدة للتحالف الدولي وقتل المقاول المدني الأمريكي وجرح آخرين، بعد فشل نظام الدفاع الجوي الرئيسي بالقاعدة في مواجهتها.