حذّرت الاستخبارات الإسرائيلية من أن انسحاب واشنطن من الشرق الأوسط “يضع إسرائيل وإيران على مسار تصادم” في المنطقة، بينما يزداد التوتر عبر الحدود.
وذكر تقرير لصحيفة “هآرتس” أن “إيران مستعدة لتحمل مخاطر أكبر في حرب الظل التي تخوضها”، مع “تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية”، مما قد “يدفع إسرائيل إلى حرب متعددة الجبهات”.
وبحسب التقرير فإن استنتاج المخابرات العسكرية، وكبار ضباط الجيش وصناع القرار السياسي يؤكد أن احتمال تورط الاحتلال في حرب حقيقية يزداد بشكل كبير.
وبالرغم من أن المصادر لا تعتقد أن احتمالية نشوب حرب كبيرة، وأن إيران وحزب الله وحماس ليسوا بالضرورة مهتمين بصدام مباشر وشامل، ولكن اللاعبين ووكلاء إيران “مستعدون للمخاطرة بمزيد من العمليات الهجومية الجريئة”.
وتعتقد المخابرات العسكرية أن هناك الآن احتمالًا أكبر بأن تؤدي سلسلة من الاشتباكات على جبهات مختلفة إلى إشعال حرب واسعة النطاق ومتعددة الجبهات، “حتى لو لم يقصد أحد ذلك”، فهذه هي “العاصفة المثالية التي يتحدث عنها مسؤولو المخابرات منذ شهور”، وفقاً للصحيفة.
إقرأ أيضاً: تضارب في اﻷنباء حول اجتماع موسكو المرتقب بين تركيا وسلطة اﻷسد
ولفت التقرير إلى التغيير في موقف أمريكا والذي بدا واضحاً منذ سنوات، حيث تحول انتباه واشنطن من ما يحدث هنا إلى مسارح أكثر أهمية، وفي مقدمتها تنافسها على النفوذ مع الصين ورغبتها في كبح المغامرات العسكرية الروسية في ظل الحرب في أوكرانيا.
كما تحدثت المصادر عن “اللامبالاة الأمريكية تجاه الضربات الجوية الإيرانية على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قبل عام، ونقلها لطائرات مقاتلة متقدمة من الشرق الأوسط إلى المحيط الهادئ وردّها الحذر على الهجمات على قواتها في سوريا من قبل ميليشيات شيعية تعمل بتوجيهات إيرانية”.
ويوجد انطباع لدة ضباط الاحتلال بأن الأمريكيين أصبحوا أقل حماساً بشأن مشاركة الاستخبارات والخطط العملياتية مع إسرائيل، فحتى “الزيارات العديدة من قبل كبار مسؤولي إدارة بايدن وضباط القيادة المركزية الأمريكية يمكن رؤيتها في ضوء أقل إيجابية”.
ولاحظت الاستخبارات العسكرية اﻹسرائيلية تغييراً تدريجياً في نهج طهران تجاه إسرائيل، حيث انتقلت إيران إلى التنافس الإستراتيجي المباشر معها، وأصبحت الرغبة في مهاجمتها أكثر أهمية في أولويات طهران الإستراتيجية.
وتقول التقديرات إن المرشد الأعلى لإيران، “آية الله علي خامنئي”، أصدر أوامر مباشرة قبل بضع سنوات لزيادة الجهود لضرب الأهداف الإسرائيلية، داخل إسرائيل والضفة الغربية، ولزيادة الدعم للمنظمات والميليشيات التي تقوم بذلك.
وهاجمت الميليشيات اﻹيرانية في شمال شرق سوريا القواعد اﻷمريكية أربع مرات خلال الشهر الأخير فقط، فيما تفشل الضربات الانتقامية اﻷمريكية في ردعها.
كما يطالب نواب أمريكيون بسحب قوات بلادهم من سوريا، فيما لا يزال عسكريون مصرين على البقاء، وسط مخاوف متزايدة من قبل قوات “قسد” من إمكانية حدوث ذلك.