توقّع تقرير للاستخبارات الإسرائيلية اندلاع حرب جديدة في المنطقة خلال مدة أقصاها عام واحد من اﻵن، جراء التطورات اﻷخيرة بخصوص إيران وملفات ميليشياتها بسوريا وبرنامجها النووي ودعمها لفصائل فلسطينية.
وقالت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي “أمان” إنَّ احتمالات اندلاع الحرب في المنطقة قد تزايدت خلال الأشهر الماضية، بسبب السياسات اﻷمريكية واﻹيرانية.
وبحسب تقرير نشرته الاستخبارات أمس الثلاثاء، فإن التصعيد الحالي خلال شهر رمضان نابع من 3 تطورات مركزية، هي “تراجع الاهتمام الأميركي بما يحدث في الشرق الأوسط، وثقة إيران بنفسها من خلال محاولات تحدي إسرائيل مباشرة، وتزايد انعدام الاستقرار في الحلبة الفلسطينية”، وهو ما يؤدي إلى “تغييرات في بيئة إسرائيل الإستراتيجية”.
وتشير تقديرات “أمان” إلى أنَّ احتمالات نشوب الحرب التي “لا أحد يريدها”، ليست كبيرة، ولكن “فرص الانجرار إليها بسبب مغريات الأزمة الإسرائيلية الداخلية باتت أكبر”.
وذكر تقرير للمحرر العسكري في “هآرتس“، “عاموس هرئيل”، مبني على تقرير الاستخبارات أنَّ برود العلاقات مع واشنطن بدأ يتغلغل إلى المجال العسكري، حيث أصبح الأميركيون “أقلُ حماسة لمشاركة إسرائيل بمعلومات استخباراتية وخطط عملانية”.
ونقل عن مصادر عسكرية أن “إيران مستعدة لتحمل مخاطر أكبر في حرب الظل التي تخوضها”، مع “تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية”، مما قد “يدفع إسرائيل إلى حرب متعددة الجبهات”.
وبحسب التقرير فإن استنتاج المخابرات العسكرية، وكبار ضباط الجيش وصناع القرار السياسي يؤكد أن احتمال تورط الاحتلال في حرب حقيقية يزداد بشكل كبير.
وبالرغم من أن المصادر لا تعتقد أن احتمالية نشوب حرب كبيرة، وأن إيران وحزب الله وحماس ليسوا بالضرورة مهتمين بصدام مباشر وشامل، ولكن اللاعبين ووكلاء إيران “مستعدون للمخاطرة بمزيد من العمليات الهجومية الجريئة”.
وتعتقد المخابرات العسكرية أن هناك الآن احتمالًا أكبر بأن تؤدي سلسلة من الاشتباكات على جبهات مختلفة إلى إشعال حرب واسعة النطاق ومتعددة الجبهات، “حتى لو لم يقصد أحد ذلك”، فهذه هي “العاصفة المثالية التي يتحدث عنها مسؤولو المخابرات منذ شهور”، وفقاً للصحيفة.
ولفت التقرير إلى التغيير في موقف أمريكا والذي بدا واضحاً منذ سنوات، حيث تحول انتباه واشنطن من ما يحدث هنا إلى مسارح أكثر أهمية، وفي مقدمتها تنافسها على النفوذ مع الصين ورغبتها في كبح المغامرات العسكرية الروسية في ظل الحرب في أوكرانيا.
ولاحظت الاستخبارات العسكرية اﻹسرائيلية تغييراً تدريجياً في نهج طهران تجاه إسرائيل، حيث انتقلت إيران إلى التنافس الإستراتيجي المباشر معها، وأصبحت الرغبة في مهاجمتها أكثر أهمية في أولويات طهران الإستراتيجية.
وتقول التقديرات إن المرشد الأعلى لإيران، “آية الله علي خامنئي”، أصدر أوامر مباشرة قبل بضع سنوات لزيادة الجهود لضرب الأهداف الإسرائيلية، داخل إسرائيل والضفة الغربية، ولزيادة الدعم للمنظمات والميليشيات التي تقوم بذلك.
وكانت الميليشيات اﻹيرانية في شمال شرق سوريا قد هاجمت القواعد اﻷمريكية أربع مرات خلال الشهر الأخير فقط، فيما تفشل الضربات الانتقامية اﻷمريكية في ردعها.