سلطت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية الضوء على الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لإعادة الأسد إلى صفوف الجامعة العربية، وتطبيع العلاقات معه، معتبرةً أن ذلك يجري بقيادة ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”.
ورأت الوكالة في تقريرها أن الرياض تتحدى بذلك الولايات المتحدة، وأن الخطوة تمثل انتصاراً لإيران، بعد أكثر من عقد من الصراع الدامي في سوريا، وهو ما أكدته “ثلاثة مصادر مطلعة من السعودية وشخص واحد مقرب من حكومة الإمارات العربية المتحدة”.
وتقوم الرياض بدعم من اﻹمارات بالخطوات اللازمة لرفع تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، بينما سيشغل “بشار اﻷسد” المقعد السوري في قمة الرياض المقبلة، في منتصف أيار/ مايو، وذلك في حال نجحت جهودها.
والتقى وزير الخارجية السعودي الأمير “فيصل بن فرحان” اليوم الخميس مع نظيره الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان” في العاصمة الصينية “بكين”، بعد مرور شهر تقريباً على اتفاق بين البلدين لاستئناف العلاقات.
وكان الجانبان قد ناقشا بوساطة الرئيس الصيني خطوات إعادة فتح سفارتي بلديهما و”القضايا الثنائية”، باﻹضافة لاتفاقات اقتصادية عديدة.
وبحسب المصدر فإنه يمكن أن يتوصل زعماء الدول العربية إلى خطة مؤقتة في الشهر المقبل، بالرغم من رفض الولايات المتحدة لهذه المساعي وتحذيرها منها، بينما يتطلع “بن سلمان”، الذي يُعَتبر الحاكم الفعلي في المملكة، لتصوير السعودية كزعيم سياسي واقتصادي للعالم العربي دون منازع.
وفيما تدعي الولايات المتحدة أنها لا تستطيع فعل الكثير لوقف جهود التطبيع، استعادت الرياض علاقاتها مع إيران بشكل مفاجئ الشهر الماضي، كما تسعى الآن لتكون في طليعة المبادرات لتهدئة مناطق الصراع الإقليمية مثل سوريا وسط جهود طموحة لخوض تحولان اقتصادية.
ولفت التقرير إلى تشجيع روسي لجهود التطبيع السعودية والعربية، حيث “يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعزيز دعمه الدولي خلال غزوه لأوكرانيا”.
وستكون خطوة عودة اﻷسد لجامعة الدول العربية – فيما لو تمت – رمزية لا أكثر، ﻷن الجامعة لا تمتلك وزناً كبيراً في صنع السياسات العالمية، وسيُمثل ذلك “ضربة لتأثير الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ويُعزِّز الفاصل بين المنطقة وحكومات الدول الغربية”، كما سيكون انتصاراً كبيراً لإيران، التي دعمت اﻷسد، بحسب المصدر.