قالت وكالة “رويترز” للأنباء إن نظام اﻷسد يتعرّض لضغوط روسية من أجل عقد قمة بين الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” و”بشار اﻷسد”، في موسكو، حيث يرغب اﻷخير بتأجيل اللقاء إلى ما بعد الانتخابات التركية.
ونقلت الوكالة عن “ثلاثة مصادر مطلعة”، في تقرير نشرته يوم أمس الجمعة، أن موقف النظام من المحادثات المحتملة، ما يزال يتمسك برفض الاقتراح الروسي، فيما ذكرت أن “مصدرين تركيين، أحدهما مسؤول كبير”، قالا إن النظام “يرجئ الأمر فحسب، لكن الأمور تسير في طريقها نحو عقد اجتماع في نهاية المطاف بين الجانبين”.
وذكر “مصدران” أن النظام يعتقد بأن مثل هذا الاجتماع قد يعزز موقف الرئيس التركي قبل الانتخابات في العام المقبل، خاصة إذا تناول هدف أنقرة بإعادة بعض من 3.6 مليون لاجئ سوري من تركيا، فيما قال أحدهما “لماذا نمنح أردوغان نصراً مجانياً؟ لن يحدث أي تقارب قبل الانتخابات”.
إقرأ أيضاً: النظام و”قسد” يشتركان في قتل عشرات المدنيين بسوريا خلال تشرين الثاني
كما ذكر المصدر اﻷخير أن نظام اﻷسد رفض أيضاً فكرة عقد اجتماع لوزير خارجيته مع نظيره التركي، وقال “مولود جاووش أوغلو” في تصريح له، صباح اليوم اﻷحد، إن “آثار الحرب المستمرة بسوريا منذ 11 عاما طالت الجميع ويجب تحقيق توافق بين “المعارضة المعتدلة” المعترف بها عبر قرارات مجلس الأمن الدولي وبين نظام الأسد”.
وقال “المصدر الثالث، وهو دبلوماسي مطلع على الاقتراح”، للوكالة، إن النظام “يرى أن هذا الاجتماع عديم الجدوى إذا لم يأت بشيء ملموس، وما يطالبون به الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية”.
وكان “أردوغان” قد أشار مؤخراً إلى استعداده للتقارب مع اﻷسد، وقال في تصريحات بعد أسبوع من مصافحته للرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” الشهر الماضي، إن تركيا يمكن أن “تضع الأمور في مسارها الصحيح مع سوريا”، موضحاً أنه “لا يمكن أن يكون هناك ضغينة في السياسة”.
بوتين يمهد للقاء ببطء
قال “مسؤول تركي كبير” لـ”رويترز” إنه “من الممكن اللقاء بين الأسد وأردوغان في المستقبل غير البعيد”، لافتاً إلى أن “بوتين يمهد ببطء لذلك”.
وبحسب المسؤول التركي فإن “الخطوة ستكون بداية تغيير كبير في سوريا وستكون لها آثار إيجابية للغاية على تركيا”، كما أن “روسيا ستستفيد أيضاً من ذلك… نظرا لأنها مشغولة في العديد من المناطق”.
ويؤكد الأتراك أن جيش بلادهم يحتاج إلى أيام قليلة فقط ليكون جاهزاً لعمل بري في شمال سوريا، بينما يقوم بقصفٍ مدفعيٍّ وجويٍّ أوقع قتلى وجرحى من قوات النظام.
يُذكر أن نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف” أكد أن بلاده “لا تفرض وساطة على أنقرة والنظام”، لكنها “مستعدة لعقد اجتماع بين أردوغان والأسد إذا طُلب منها ذلك”.
