يصادف يوم غدٍ الثلاثاء الذكرى السنوية السادسة للهجوم الكيماوي على مدينة “خان شيخون” بريف إدلب الجنوبي، والذي راح ضحيته عشرات المدنيين.
وكانت طائرات ثابتة الجناح من طراز SU-22 تابعة لسلطة اﻷسد قد شنّت هجوماً في 4/ نيسان/ 2017، على الحي الشمالي من المدينة بأربعة صواريخ أحدها كان محملاً بغاز سام، والذي تسبَّب في مقتل 91 مدنياً خنقاً، بينهم 32 طفلاً، و23 سيدة (أنثى بالغة)، وإصابة ما لايقل عن 520 آخرين.
ووقعت عدة غارات جوية بعد الهجوم الكيميائي بوقت قصير استهدفت عدة طرق مؤدية إلى مدينة “خان شيخون”، وقد أعاق ذلك بشكل كبير عمليات الإسعاف ونقل الحالات الحرجة إلى مشافٍ ومراكز طبية على الحدود التركية.
وتؤكد الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير خاص بالمجزرة، أن “القوات الروسية أيَّدت غالباً قوات الأسد في هجوم خان شيخون الكيميائي”، حيث أصدرت 25 تقريراً عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا استعرضت فيها جميع الهجمات الموثقة.
ووثق التقرير وقوع عدة هجمات يُعتقد أنها روسية استهدفت مركزاً طبياً، ومقراً لمنظمة الدفاع المدني السوري، كانا يُقدمان خدمات الإسعاف لمصابي الهجوم الكيميائي وهذا “يُشير ليس فقط إلى معرفة القوات الروسية بالهجمات الكيميائية التي شنَّتها سلطة اﻷسد، بل إلى تورطها بشكلٍ مخزٍ”.
وتمّ شن 33 هجمة بعد قرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر في 27 أيلول 2013، و169 هجمة قبل القرار رقم 2118، منهم 100 هجمة بعد القرار رقم 2209 الصادر في 6/ آذار/ 2015، و44 هجمة بعد القرار رقم 2235 الصادر في 7/ آب/ 2015.
وبحسب تقرير الشبكة فإنَّ معظم هجمات سلطة اﻷسد بالأسلحة الكيميائية قد تمَّت عبر استخدام غاز يُرجح أنه الكلور، وذلك عبر إلقاء مروحيات براميل مُحملة بغاز الكلور، كما استخُدِمت في بعض الأحيان قذائف أرضية وقنابل يدوية مُحمَّلة بغازات سامة.
وأشارت الشبكة إلى أنَّ هجومين على الأقل بعد هجوم الغوطتين استخدمت سلطة اﻷسد فيهما غازاً يبدو أنه مُغاير لغاز الكلور، يعتقد أنه نوع من غازات الأعصاب هما هجوم ريف حماة الشرقي في 12/ كانون الأول/ 2016 وهجوم خان شيخون في 4/ نيسان/ 2017.
ووفق التقرير فقد تسببت الهجمات الكيميائية جميعها في مقتل ما لايقل عن 1420 شخصاً، يتوزعون إلى: 1356 مدني بينهم 186 طفلاً، و244 سيدة (أنثى بالغة)، و57 من مقاتلي المعارضة، و7 أسرى من قوات سلطة اﻷسد كانوا في أحد سجون المعارضة، وإصابة ما لايقل عن 6634 شخصاً.
وأكد رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان “فضل عبد الغني” أنه “حتى بعد أن قامت الإدارة الأمريكية الحالية بقصف مطار الشعيرات، فقد كرَّرت سلطة اﻷسد استخدام الأسلحة الكيميائية في حي القابون في العاصمة دمشق، وذلك بعد عدة ساعات من الضربة”.
واعتبر أن اﻷسد قام “باختبار الحدود المسموح له تجاوزها، وسوف يستمر في استخدام الأسلحة الكيميائية لاحقاً في حال توقف المجتمع الدولي عن ردعه”.
وأشار التقرير إلى وجود نيَّة جُرميّة مُبيَّتة لدى سلطة اﻷسد لتنفيذ الهجوم الكيميائي وإيقاع أكبر ضرر ممكن من خلال اختيار توقيت القصف فجراً والغارات التي استهدفت عدة مراكز طبية قبل الهجوم وبعده إضافة إلى الغارات التي استهدفت الطرق المؤدية للمدينة؛ ما جعل هذا التكتيك يُشبه إلى حد بعيد ما قامت به في هجوم الغوطتين في 21/ آب/ 2013.
وبدأت اليوم الاثنين محادثات بين وفود من إيران وروسيا وتركيا وسلطة اﻷسد، برئاسة نواب وزراء الخارجية في موسكو لبحث جهود تطبيع العلاقات.
ومن المقرر أن ينتهي الاجتماع غداً حيث قد ينجم عنه بيان ختامي، في حال توافقت اﻷطراف على نتائج معينة.