أعلن مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات “يانيز لينارتشيتش”، أن وجود اللاجئين السوريين في لبنان ليس سبباً للأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وذلك مع تعهّده بدعم اللبنانيين، ومطالبته لهم بوضع حدّ لحالة الفشل السياسي.
وكان “لينارتشيتش”، قد زار لبنان نهاية اﻷسبوع الفائت، واطلع على أوضاع اللاجئين وعقد قبل مغادرته للبلاد مؤتمراً صحافياً في مقر بعثة الاتحاد ببيروت، معلناً عن دعم بعشرات ملايين اليوروهات للبنان.
ورداً على ادعاء حول “استحواذ السوريين على المساعدات، بينما يعاني اللبنانيون من صعوبات”، قال: “يقدم الاتحاد الأوروبي المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الأكثر حاجة، بغض النظر عن الوضعية أو الجنسية”، مؤكداً أن تقديم المساعدات من خلال دعم برامج ومشاريع الدعم يشمل اللاجئين السوريين واللبنانيين أيضاً.
وأضاف “لينارتشيتش”: “هذا الأمر لا يعفي الدولة اللبنانية والسلطات اللبنانية من مسؤولية تقديم الخدمات إلى المواطنين اللبنانيين، ولنكن واضحين أن الأزمة الحالية في لبنان في ما يخص الوضع المالي والتضخم ليست بسبب اللاجئين السوريين”، بحسب ما نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
كما شدّد على “تضامن الاتحاد الأوروبي ودعمه للبنان، وعلى “ضرورة قيام المسؤولين اللبنانيين بالإصلاحات من أجل تعافي لبنان”، موضحاً أن “زيارته هي تعبير عن تضامن الاتحاد الأوروبي مع لبنان، الذي يمر في وضع صعب”.
وأشار المفوض اﻷوروبي إلى “الأزمة المالية والشلل السياسي والأزمة السورية التي دفعت بعدد كبير من السوريين إلى لبنان”، مضيفاً بالقول: “نحن نعي التحديات التي يشكلها هذا الكم الكبير من اللاجئين لبلد بحجم لبنان”.
وتعهّد بالاستمرار في دعم اللاجئين السوريين، إضافة إلى اللبنانيين المعوزين، منوهاً بأن عددهم ارتفع جداً بسبب الأوضاع الحالية والتضخم والانخفاض الكبير بقيمة الرواتب وعدم قدرة الدولة على تقديم الخدمات إليهم.
وقال إن أوضاع اللبنانيين الصعبة “تشكل مصدر قلق بالنسبة إلى اﻷوروبيين”، مشيراً إلى “تقديم مبلغ وقدره 60 مليون أورو كمساعدات إنسانية للبنان”، حيث أنها “تمثل زيادة قدرها نحو 20 في المئة مقارنة بما كانت عليه في السنة الماضية”.
وأكد المسؤول اﻷوروبي أن المساعدات الإنسانية “ليست حلاً مستداماً على المدى الطويل، بل هي مساعدات طارئة للحفاظ على الحياة”.
المشكلة في الحكومة وليست في السوريين
أكد المفوض “لينارتشيتش” على الحاجة الماسة لحل اﻷوضاع سياسياً في البلاد، حيث ما تزال حكومة مؤقتة تسيّر اﻷوضاع، في غياب التوافق.
وقال إن “هذا البلد يحتاج إلى أكثر من ذلك وإلى إصلاحات وانتخاب رئيس للجمهورية وحكومة كاملة الصلاحية واتفاق مع المجموعة الدولية، خصوصاً مع صندوق النقد الدولي”.
ولفت المسؤول اﻷوروبي إلى أن “اتفاقاً كهذا سيفتح المجال أمام المساعدات المالية، ومن بينها الأوروبية التي ستساعد لبنان على التعافي من أزماته”، موضحاً أن أوروبا “ستستمر في الوقوف بجانب لبنان ومساعدة اللاجئين السوريين، وكذلك اللبنانيين الأكثر هشاشة”.
وكان “لينارتشيتش” قد زار البقاع التي تضم عدداً كبيراً من النازحين في المخيمات، واطلع على الأوضاع الصعبة التي يعانون منها، مؤكداً أن السلطات اللبنانية مقصرة في تقديم الخدمات إلى مواطنيها.